وجلست على سور الزمان
أهفو للحب وللحنان
فرأيت أشباحا من الأحزان
تدور حولي في شريط سينمائي فتان
وبينما أنا جالسة أطالع الأرض من أعلى مكان
جاءني طير مغرد ولهان
قال لي لم تركت الأرض بربك الرحمن
صمتّ وشعرت بأن الكلمات عاجزة عن الخروج من اللسان
وجلست على سور الزمان الذي أصبح ركام
خاطبته وسألته عن الأمان
عن الحب عن الإخلاص عن الجنان
رأيته ينزف دموعاً لاذعة تصيح من الكتمان
شعرت بأن الزمن مظلوم ضائع وسط حروف النسيان
شعرت بأنه غارق في استدارة النون في كلمة الإيمان
للحظة شعرت بأنه مفعول وأن الفاعل هو الإنسان
حين خاطبته فهمت معنى قول الشاعر حين قال بأننا عيب الزمان
والله الزمن ما له ذنب في أرض الوحوش والظبيان
طلبت منه أن يدعني أرحل ليشعر الناس باطمئنان
قلت له بأنني إذا مت سيرتاح الكبار.. والغلمان والصبيان
قلت له بأنني إذا مت سيرتاح كل عباد الرحمن
سيشبع الجائع ويشفى المريض ويرتوي العطشان
وذلك فقط إذا مت وعشت بين دوامات النسيان
أقنعت زماني بأني داء ولم أكن يوماً دواء
أقنعته بأني شر ومالي أدنى شفاء
برهنت له أنني قنبلة تنتشر مدمرة لعصافير السماء
أنا لاشيء وأتمنى بان يرضى الموت بأسيرة الشقاء
أن يأخذ عبدة الوفاء
يا موت بالله خذني فأنا راضية بالقدر والقضاء
ياموت خذني فقد ملت من كلماتي كل أحرف الهجاء
تعبت وكلّ قلمي من كثرة الدعاء
ولم يسمع يوماً استجابة لهذا النداء
لا الخير أتى ولا الأمل جاء
كل شيء في كوكبنا العظيم يكابد العناء
كل شيء ضاع في أحجية يعجز عن فكها العلماء
عجزت عن وصفها كل وكالات الأنباء
كأن العقول تذوب في متاهات الغباء
وذوي العقول الشفافة ضاعوا هباء
كل شيء في الدنيا هراء في هراء في هراء
ضاع التفاؤل و هرب الرجاء
/
\
/
\
عصفورة الحرمان