كما تعلو النسور ربى السحاب كما العلم الذي فوق الهضابِ
كما في عتمة الليل الثريّا وضوء الشمس من غير احتجابِ
كما ألق الجمال إذا تجلى وزاد جماله حسن الثيابِ
وبوح الاقحوان اذا تهادى بلمس من نسيمات عذابِ
ورجع هلََََِّ من بعد انقطاعٍ فأطفأ برده ظمأ الترابِ
وهل يغني العِطاشَ على سفين عن القطر،الأُجاجُ من العبابِ
لأنك مثل فجر العيد رحبٌ ومثل البدر فوق ذرى القبابِ
ومثل النجم في العلياء عالٍ ومثل السلسبيل بالانسياب
وسيف في الجهاد فما شهدنا شبيهاً في السيوف وفي الحرابِ
أتتك الأمنيات إليك تسعى كما يسعى السحاب إلى السحابِ
جهلت وقد مدحت سواك يوماً فذرني أصطلي نار انتحابي
وأسكب من دموع العين قطراً فتمزجه الندامة بالتراب
وذرَّ مني الفؤاد على أكفي ينقيه العذاب من العذاب
فأرجع للإله أقل وزراً واجدر بالشفاعة والثوابِ
نبي أنت ذو خلقٍ عظيمٌ وحسبك شاهدا آي الكتابِ
وحسبك بالوسيلة جُل قدرٍ وأنعم بالفضيلة والمآبِ
وما ذموك إذ ذموكَ شخصاً وغيظهم توقد بالسباب
والسنة الحواسد ذات سم تعتق ألف عام بالجراب
ولن تشفى نفوسهم بدنيا ولكن باللظى يوم الحساب
حدرت مبرأ مجيلا فجيلا فجئت بكل صفو مستطاب
صدقت وما استكنت لغير صدق وأطبقت الصواب على الصواب
وفينا منك ريحانٌ وروحٌ جميعا في الشعاب وفي الرحابِ
نصون العهد حباً وانتماءً طواعية لذي الأمر المجابِ
ونحمل في القلوب لواء حقٍ يلوح بالإباء وبالغلاب