لأني أردت أن أكون رجلا
أو حاولت
لأني أردت أن أكون عاشقا
أو أحببت
لأني أردت أن أكون بطلا
أو انتحرت
لأني شمرت على سيف مبادئي
وقيمي البالية
لأني تصورتني أقوى من الحصون
والجبال العالية
لأني أردت أن أكون طائرا حرا
بلا قيد و لا أوهام
بلا حد ولا أحلام
جنحت
لأني لا ريش لي
ولا سماء تقبل بي
سقطت
لأرتدي الواقع بلباسه الرثة
من جديد
وأنحر أفكاري بقلم
من حديد
وأنهش لحمي بأسناني
وأقتلع بيدي الوريد
فأنزف من عيني
دموعا و دما
أكتب بها في موطئي
انتهيت
كفاني اليوم
كفاني ما عشت من العمر
مقيد لماضي
ككل البشر
ها حان لي أن أعلم قلبي
كي يكون حجر
أن أنتف أجنحتي
أو ألقيها على الموج فتنكسر
أن أوصد مخارج أفكاري
فلا أترك لأحلامي مفر
وأن لا أصارع بطلا فأنحر
وأن لا أحب فأغدر
وأن لا أعاند وأستسلم
لمشيئة القدر
وإلا فنيت
علي أتعلم من كتبي والحكايات
أن لا أبدأ قصصي
دون أن أعلم النهايات
وأن لا أسلم رأسي لغيرها
من التهيئات
وإلا مت
قد أكون بالغت قليلا
أو أثر على حكمي
قلبي العليلا
لكني مللت
الطريق الطويلا
مللت أن يملى
عليا السبيلا
تعبت والأمواج تمتطي
جسدي النحيلا
مللت
يا رياح الموت هبي
احملي جسدي ريحا
اجمعي هموم الدنيا
أسكنيها رأس صبي
لا تختاري غيري جريحا
هبي كما شئت
شرقية أم غربية
هبي متى شئت
صباحية أم مسائية
لا تجرحيني
كفاني ما ذقت
وما تعذبت
خذيني إلى أرض بلا كذب
وخبريني إن شئت
فإني أعلم أن موعدي اقترب
وأني اقتربت
حين حاولت
وأحببت
انتحرت