في عيد الحب
مرت سيدة الستين
تحمل زهرة حمراء
بالية
وتبتسم
تطلب من بائع المرطبات
قطعة بأربعين شمعة
اليوم عيد الزهرة
في عيد الحب
تمر بنت الثماني
على خدها رسمت قلبا
وفي يدها زهرة
ترقص
تغني
تعلن عن اسم قاطفها
عن اسم حبيبها
أب الزهرة
في عيد الحب
تزهر شجرة اللوز
التي تعانق قبر جد
وتسقط منها الزهرة
وحيدة
حزينة
تحملها يد ترتعش
لتضمها وتبكي
ذبولها ووحدتها الزهرة
في عيد الحب
تحت حائط الفقر اللعين
تجلس أم
في حصنها زهرة
تبكي جوعا وقهرا
تطبطب على رأسها
وتحشرها تحت الثياب
حيث جف الثدي
وذبلت الزهرة
في عيد الحب
في ملجأ جنوب القطاع
ترثي أم على قبر
بنت العاشرة الزهرة
ذبلت
وأرخت أهدابها في غارة
لفت بعلم
برائحة
لا تهدى
لا تزرع
لم تحوها زهرة
في عيد الحب
شمال البقاع
يلهون بزهرة
بعض الرعاع
نتفوها
شردوها
سميناها القضية
جعلوها عاهرة
دنسوها بعد أن تفتحت
بصدرها الزهرة
في عيد الحب
شمال الفرات
تطلب بنت العشرين
من حبيبها زهرة
شاذية بدفء الربيع
يهديها علما وشهادة
يلغم جسده
لعل في تفجيره إعلانا للسيادة
يسقط من يدها العلم
وتذبل في عينها الزهرة
في عيد الحب هذا
في سنة الحب هذه
لم أقطف ولا زهرة
حديقتي أضحت شحيحة
قريحتي لم تعد تجود بكلمات العشق
أوراق قصائدي ذبلت
وحبري نفذ
لكن لا يهم
لا حبيبة لدي
وأخشى إن قطفتها
تذبل الزهرة