أترى سيجديني العتــــــــاب
والفعل غيبني وغـــــــــــاب
أترى يهب لي الصَّـــــــــدى
ويصيخ لي نبض التـــــــراب
سفر على قلق الــــــــرّؤى
ويدٌ تلوّْح لليبـــــــــــــــــــاب
لغةٌ يخالجها التوهـــــــج
مفعما بالارتيـــــــــــــــــــاب
ماذا يسحّ القلب فــــــــــي
وضح الحلوكة والغيـــــــــاب
هذا اشتباهُ الطلق فــــــــي
رحم يؤلفه السحـــــــــــــــاب
ها تزهق الأيام دفتـــــــرها
وتســــــكر بالذهـــــــــــــــاب
ها تهجر الأزهار بسمـــتها
وتمضي في الســـــــــــــــراب
تُسبى اختلاجات الفــــراشة
في السهول وفي الهضــــــاب
يُسبى التوجُّس والتّبــــــــرُّم
والتســــــاؤل والجـــــــــــواب
وحرارة الموّال تُنــــــــــفى
في المهامه والشـــــــــــــعاب
ها أسمع الثكلــــــــــــى هنا
تفتض عفتَها الذئـــــــــــــــاب
فتبارك الزمــن الــــــــــــذي
باع الصّحابُ به الصّحـــــــاب
يا أرضنا السمراء والخضراء
يــــــــــا كلّ الرّحـــــــــــــــاب
يا مهبط الكلمات والتـــــاريخ
يــــــا عسل الرّضـــــــــــــاب
ها درةََ الأكــــــــوان يـــــــــا
وطني أعدني للّركـــــــــــــــاب
حكّم نشيــــــــــــــــــدك في
تنافرهم على وقع السّْبـــــــاب
حكّم نخيــــــــــــــــلك فــــي
تمسحهم بأذيال الكـــــــــــلاب
حكّم جيــــــــادك فـــــــــــي
طواغيت تدوس على الرقــاب
أعلن فصـــاحة جرحـــــــنا
المشدوه بالعجب العــــــــجاب
أعلن مجــــــــــــيء الله في
يوم القيامة للحســــــــــــــاب
أنا لم أهن أنا لم أخـــــــــــن
لكنه الزمن العجــــــــــــــيب
أنا لم أبع حلمي وذاكــــــرتي
ونجعي للهــــــــــــــــــــروب
ما هانت الألفاظ فـــــــــــــي
لغتي ولا خمد اللهــــــــــــيب
الوجد يحرق مهجـــــــــــــتي
والخطو تربكه الكـــــــــروب
لكنها نبويّة الأنـــــــــــفاس
تُحكمها الخطـــــــــــــــــــوب
تشتد إن هم الغـــــــــــــرير
بها وأغرتها الحـــــــــــروب
أواه ياوجع الثــــــــــــــــرى
يغشاه مقتنص غـــــــــــريب
عما تفتش ياعــــــــــــــــــــــــدو
الشمس في تلك الجـــــــــيوب
إنا هنا في أرضـــــــــــــــــــــــنا
ولنا المعاني والطـــــــــــيوب
تتدفق الأنغــــــــــــــــــــــام فـي
بلدي ويشدو العندلـــــــــــــيب
وأنا المحبة في دمـــــــــــــــــي
وهج يؤِ لفه الحبــــــــــــــيب
موج السنا بل يأســـــــــــــــــــر
الأحداق في الحقل الرحــــــيب
وثـــــغاء خرفــــــــــــــان تـــنطّ
على رُبى الوادي الخصــــــيب
إنا هنا بدء التـــــــــــــــــــــكوّن
والتجلي والــــــــــــــــــــدروب
عما تفتش في القــــــــــــــــــلاع
وفي الشمال وفي الجــــــــنوب
إرحل فلا شجـــــر هـــــــــــــــنا
يرضاك أويرضاك طـــــــــوب
يا هامش النطف الشـــــــــريدة
في متاهات الصلــــــــــــــــيب
ما عدت أومن بالســـــــــــــلام
الُمرّ في الكف الكـــــــــــــذوب
ما في التسامح غــــــــــــيرذل
الروح والصمت الرهـــــــــيب
إنا نَعدّ الصمت فـــــــــــــــــــي
ضيم العدا رأس العــــــــيوب
لم ينتف التاريخ يـــــــــــــــــا
وطني ولا جمر القــــــــــلوب
ستظل بوصلة القضـــــــــــايا
والسّرايا والشـــــــــــــــعوب
يهفو لنا الكون المبعـــــــــــثر
في يد الخبّ المــــــــــــــريب
لا وقت للمرثاة يابلــــــــــدي
ولا صــوت النحـــــــــــــــيب
هذا زمان الشــــــــــــــــــــــــد
فاقتحم المجاهل والغيـــــوب
فلق أراه يشــــــــــــــــــــير لي
يا أمتي، نصر قـــــــــــريب
فتحفــــــــــــزي للعودة الكــــــــــبرى
على ســرج غضـــــــوب
