العام الجديد

كم حؤول تمر و الأجيال                     واحد إثر واحد بالتوالي
حجج قد تصرمت ككثيب                   طمسته هوج الصبا و الشمال
أو رمال على الصفا باديات                 أذهبتها الأنواء بالتهطال
اذرفي نفس واسكبي عبرات               آنيات من غير ما تعوال
أصحيح أضعت جل أمانيــــــــــــــــــــــــــــــك و فرطت في الرجاء الغالي؟
وطلبت المنى فخابت مساعيــــــــــــــــــــــك كما خاب قاصد للآل
عام ستين مع ثمانية قد                   صد عنا بما له من ليال
ويرى عام تسعة بعد ستيــــــــــــــــــــــــن السعيد الميمون في إقبال
يا ترى هل يلم بالعز و الســــــــــــــــــــــــؤدد للمسلمين في الأحوال
أم يعم الورى ولا قدر الله               بنحس من السعادة خال
أم بسلم على البرية يغدو               وهدوء أم بالضروس السجال
كم أذلت وأنهكت سعر الحرب ونــــــــــار الزبون من أجيال
وأبادت من صبية وعيال               و أماتت من نسوة ورجال
فلقد أيمت نساء كما قد                 أيتمت أمة من الأطفال
فالثكالى ينحن حول رؤوس           و يؤبن باسقي الأفعال
واليتامى في كل حين تراهم           ينثرون الدموع نثر اللآلي
رب إن تنصر العروبة أو ترفـــــــــــــــــــع علاها تجب بذاك سؤالي
ومناي الذي أرجيه في كل             أوان من فضلك المتعالي
أيها العام لا أريد كثيرا                 منك غير الإقبال بالإجلال
في كساء من الرخاء قشيب           متحل بالخصب و الإغلال
وتنكب عن المجيء بمرط             قذر بالغذاء رث بال
واعتزل الإنشقاق لا تصحبنه         فهو الداء ياله من عضال
لم يبدد تضامن العرب ياعــــــــــــــــام وشيكا سوى وباء الجدال
لم يكن عامنا الذي مر محلا           قاحلا بل أمدنا بغلال
وأياد بيضاء بادية للعيـــــــــــــــــــن تحكي لنا رؤوس الجبال
فإذا ما أردت إحصاءها لم         أحصها في كتاب أو في مقال
وغدا بيننا سعيدا قليلا             ثم أضحى من السنين الخوالي
فله الشكر و الثناء بما أســـــــــــــــدى إلينا منا على كل حال
بيد أن الجميع يرجع للـــــــــــــــــــــــه الرؤوف الرحيم ذي الأفضال
فلك الحمد ربنا أنت ذو الفضـــــــــــــــــــــل وذو الأيد والندى والجلال