نثرتْ طيبوها
اجْترحتْ فضاء العبير
من أين اقرؤوها ؟
على الأهداب قد نبتت .. هنا
هنا استدارت حدقاتها
واستدار السوار حول خصر من سد يم ... هنا
هامت طويلاً ثم نامت في دقيقة ألف عام
شرب المدى صوتها المستحيل
فكان المطر ... الغابات ... الورد
شرب المدى كأس عينيها
فكان الليل ... الوجد ... القصص ... البن الراعف
بالأشجان
من أين اقرؤوها ؟
الوقت يرشح بالأحزان وبوجهي
الذي لا يشبه النخيل
الرمل يهرب والحمام والدروب
ويغيب عن شرفاتي الندى حين
اقرأ صوتها
لا صوت لها في المدى
تلك عذابات السؤال لا عين لها في المدى
تلك مرايا الريح تحمل لوعات عينيك كلما عاد الصدى
من أين اقرؤوها ؟
يا فرات ،
عيناك ما عيناك ...؟
عيناك شاردتان
فما مرت
وما اغتسلت
نسي الورد نعليها وخصلة ضوء ومنديلاُ
فهل مرت عليك ؟
يا فرات
عيناك ما عيناك .. ؟
عيناك خائفتان
وعيناها قبس من نيران بابل
الشتاء يلهو بأسوار قلبي
فتسقط على أنامله البلابل
لا مكان في أقمارك إلا للنبيذ
فهل مرت معتقه تراقص الشفق الوسيم ؟
في رحيق القرى التي انتبذت من دنس
المدينة أقصى الجبال
لا زمان في أغصانك إلا للنسور
فهل مرت غزالا يتغنى بالهضاب ؟
قبل أن تشرب الأحجار شظايا المسك واللحون
يا فرات عيناك ما عيناك ..؟
عيناك دامعتان
ما عصرْتُ كرمتها... سميت أوراقها المشتهاة
طروادة الثانية
أغرقتْ خيلي في أمواج عينيها وأبحرتْ من جنوني
فهل مرت عليك ؟
يا فرات ،
عيناك تنضح بالسؤال
الذابل الخطوات قلبي
حط على باب المدن أنخاب رحلته
فشاع في المواويل هواه
لو كان في عينيك من يعشق الأسرار
من يسجن البوح في النسيان
أو كان في عينيك – ما عيناك؟ – إذن سميت سره
كي لا يموت الأقحوان في أحباره
وتفيق عاصفة التمني