بعيون يملؤها الحقد
وبأشداق يتدلى منها أخبث شر في العالم
وبقلب يتربع في الطاعون
قالت : أنت غريب .....
قلت : غريب الأطوار
قالت : لا ....
أنت غريب عن هذي الدار
قلت : الجرذان الجوعي تصير أسودا
وأحيانا يرقات
(فراشة ثانية )
ابتسمت في الدرب فراشة
كانت بسمتها تحتقر الألوان
قالت : للأزهار الشقراء
جاء الغرباء ..!!
(فراشة ثالثة )
قالت : ثالثة الفراشات
هل قلبك من إسفنج ؟
أحب القلب الأسفنجي ...!
اجلده فيبكي السوط
أمزقه ، فينمو ، لا تحزنه
الأشلاء ، أعصره
فيريق الغيرة ، لا يرهقه
شيطان الظن ، هل قلبك
من إسفنج ؟
قلتُ : لثالثة الفراشات العبثية
لا تقتربي
فقلبي حرون كالصوان
ستصدعك الإحزان
فأنا الليل ، إن رقّتْ
دموع أو سال وتر
أنا الليل إن أرق القمر
أنا الليل إن اختمر الزعفران
أو نزف المطر ، أنا الليل
إن رحلت عيون في السحر
***
ونزحتْ عاما في الألم
عدت أنقى من غمام الصيف
قالتْ : مواعيدنا نكدها الغرباء
- أين كنت يا زهور القلب ؟
- كنت احتسي نخب جلدي
القمحي ، وجحيم المسافة بيننا
فبكتْ خمس دمعات وقالتْ:
مازلت غريبا ..!!
تلك حزازات الفراشات .!!
(فراشة رابعة )
قالت : رابعة الفراشات
كن خيطا يشنق قلب الزهرة
ويمرجح شَعري
كن نخلا ينضح بالشهد وبالحنظل
كن نهرا مسجونا في خاتم عرسي
كن شيئا محتقرا
كن أثمن جوهرة لمست صدري
دعني أهواك على مهل
وأهواك حتى نهايات الأحقاد
دعني أكرهك على مهل
اكرهم حتى بدايات العشق
دعني.. استرخي وأنام
وأنت تغني من قهر الأصفاد
أناشيد الغرباء ...!!
(فراشة خامسة)
- من أنت أيها الغريب ؟
أنا المسكون
بالفقراء الطيبين بالجبال الحائرة
بالتراب الذي يشبه أصقاع فؤادي
بالجمر قُدَّ من حرقة الأشواق
بجراحات المواويل في ثغور الرعاة
بالكافور بالسواقي بالريف الحزين
بالقمر الأبيض فوق البيوت العتيقة
أنا المسكون بالآم الحقيقة