كفكف دموعك من عيونــك في يدي و انثر نسيمك في الزمان السرمدي
إني رسمتك من جــــــراح قصائدي وبقيت كالطــــير الجريـح الشارد
أتنــهد الحزن العمـــــيق من الردى بمخافـة ألَّا تعـود إلى غــدي
ألَّا تعـــــود إلـى زمان نلـته فيسيخ دمـــعي مـــن عظيم المشهد
و لكـــم فطـرت على هواك محبة وأتـيـــتك كي لا أضـــــيعك مرشدي
و لقـــــد ذكرتــك يـا أبي لأميمتي فتنهــدت مــثل الصـدى المتردد
فأميمة مـلت جـــفاك فـلا تــرى إلا دمــوعا ساكـــبات ترتــــدي
نعم الأب إن ترتضــــيني تضــمني ضـم الحبـيب إلى الحبـيب الـواعد
نعــــم الأب إن ترتضـــيني جـريحة كي لا تـــنام على فراشـك بل يدي
و لقـد فتحـت الباب إنــي تركـته علـي أراك فــلا أنــام بمفـــردي
و لقــد كتبت رسائــــلي و بعـثتها علـي أموت فــــــلا أفوز موعد
أبتـــــاه إني هاهـنا مجـروحة و دمـــــوع عيني لم تفارق مرقدي
فلما تــــنام من جــــفاك منعما وأنـام صبـرا في الصفيح المـوقد
إني أخـاف إذا دمــوعي تساقطت و الليل جــن و الســما إذ ترعــد
إني أخــاف أن أمـوت ولا أراك لتكفكف الدمع الحزيـن على خـــدي
ســيظـل حـبـك يا أبي متـمردا بل نار شوقــك يا أبي لــم تخمدي
فبقية من قـبر ســلمى هـاهـنا تبكي أبـا يا ليتها لـم تولد