قاسمت على سمع الزمان سفاحا
واستمطرت ماء العيون نواحـا
وتضافرت أيدي البغاة وقد رمـت
بسعيرها دار الأمان سلاحـــا
داسو طهورا، وانحو بقســاوة
واستنزفوا زهر الحياة جراحــا
فلذات أكباد تهاوت ريحهـــم
فتعفر الوجه البريء وصــاح
غزة ديست واستبيحت عنــوة
وجرى دم للشهداء ســــاح
تبا لهم ما أردعتهم حرمـــة
ما وقروا طفلا، فكان مباحــا
ما وقروا شيخا كبيرا طاعنــا
حتى الحرائر، قد طعن رماحـا
عبث الفسوق على الديار معلل
بعقيدة نكراء لن تتماحــــا
حتى إذا حطت بهم أرحالهــم
واستغرقوا فتكا روى، وأطـاح
بانت عليهم بالسعير جحافل
أمسوا يبابا - في الفلاة - صياحا
عرف العدو، وإن طالت سلا
مته ليوم، لا يرد سماحـــــا
سيأتي يوم وغزة ستعود
وعلى الغزاة، ستوجه صداحـا