للشاعر
فوزي بيترو
المدلّهة*
ما بالُها وما بَرَحَتْ دهراً
تشتكي الهَمَّ والحزن والسُهاد
لا تلوموها وقد عادَها الوَجْدُ
وغَدَتْ وحيدةً في أرضٍ يباب
نامت باحضانِ النجوم
تبتغي وأد أحلام غِضَاب
تَزَيَّنت بثوبها الأبيض
فمن العار أن يظلَّ حبيس الفؤاد
ومَضَتْ والهة حيرى
مدلهة على خِلٍّ
لا تبالي زيف تيه السراب
حبيبي .....
أسوقُ إليكَ مَعْذِرَتي
بِتُّ أنْشُدُ الّلقْيا
فَافْرِدْ ذراعيك وما تهاب
لمّا بَكَتْ عينها ...
حَيَّتْ الراقد
والمنى أن تنام آمنةً قُرْبه تحت التراب
تركت له وردة كل صبح
وكل مساء
ها هو المُسَجَّى يَسْعَدُ بِطَيْفِها
يَحْضُن الوردة ...
يُقَبِّلْها ...
وكأنَّهُ بِها دَفْقة من عذاب
سَرَتْ في كيانها جَوَى
فتَرَجَّى لها بُعْدَ اللقاء
واهاً لعهدِ الوصل الذي انْصَرَم
وتَبَّاً لِراغِبٍ بالعيش بعدك أن يشاء
رحماك ربي , فقلبي كقلب الجديب* غدا
يعاقر خمر الهوى ما استطاب
هيهات لو تُرجع الأيام ذِكْراه
لَحَفظْنا هَوَانَا وجُزْنا السحاب
فما الحب يوماً أطال حياة
ولا الموت أضحى للمحبين إشتهاء
10\2\2009
مدلّهة :من دله : تحيّر وذهب فؤاده من همّ أو عشق
الجديب : الجدبة : الأرض التي لا مرتع بها ولا كلأ , ومثله القلب الجديب .
|