القلب أضناه طول السهد والسهرُ
والنفس ران عليها الوهم والكدرُ
الحزن يحرقني والهم يغرقني
والغم يحدق بي والهول والغيَرُ
فالفجر قبر تنوح في قرارته
رفات حلم وليد غاله القدرُ
والليل بحر تحطمت بلجته
سفينتي ، وغدت للقعر تنحدرُ
كم كان وردي نضيرا في حدائقه
ينداح عبر المدى أريجه العطرُ
فأقبل الصيف بالرمضاء يلفحه
حتى غذا ذاويا تلهو به العُصُرُ
قد صار روضي فلاة لاحياة به
أطلالَ وهم يصول عبره الضجرُ
وأصبح الدهر بالأشجان يثخنني
حتى غدت كلها الأطياف تنتحرُ
***
ما للخطوب بنار الفجع تقذفني
وتغرس الشوك في الأحشاء يستترُ
وتخطف النور من قلب تعانقه ال
آمال في موكب الأحلام يزدهر
سلوا فؤادي تخبركم لواعجه
فالغدر يخنقه ، واليأس يعتصرُ
بالأمس يلسعه الحرمان منتقما
واليوم يسقيه كأس العلقم الضجرُ
***
ماذا أقول وحبل البوح منقطع
والشعر قد غاب عنه الوحي والصورُ
حرفي سجين ..رهين ليس يعتقه
نفح الصبا ، كل طيف صار يندحرُ
ما عاد في جعبتي عطر ولا نغم
قد جف نبع الرؤى ..فالقلب منفطرُ
***
مرت دهور وحزني ليس يستره
غير ابتسام على الشفاه يحتضرُ
وأقبلت هالة الذكرى تطوقني
ومن لظاها يكاد القلب ينفطرُ
أكاد حين ظلام الليل يلبسني
ثوب الأسى من لهيب الشوق أنصهرُ
***
ظللت أشكو كروب النفس في حُرَقٍ
إلى التي قد بدا في خدها صعرُ
حتى إذا ما رأت اأن السهام غدت
عميقة النصل في قلبي ولا وَزَرُ
ألقت بكأس وصالي فوق صخرتها
وأصبحت هي والأعداء تأتمرُ
***
إني ذكرتك والآماق دامية
ونار همي تزيد وقدها الذِّكَرُ
سمعت قول الوشاة غير أنهمو
غربان بينٍ ، وراء زعمهم وطرُ
فهم دعاة القلى والحقد سعيهمو
وإفكهم في ربوع الأرض ينتشرُ
***
يا ربة الوحي ..إني جئت معتذرا
وإنني في رضاك بت أفتكرُ
عبدا أتيتك أرجو اليوم مغفرة
عبد إلى وحيك لازال يفتقرُ
فإن فقدت لديك ملجأ ويدا
رجعت كالريح لاأُبقِي ولا أذَرُ
***
