قصة لا يحتويها كتاب

قالـــــوا فى عمـــروٍ فما أصابوا         ومـــا عسى فيهِ أن يكتبُ الكتـــابُ

إن يمدحــــوه فمــــا وفوه حقهُ         وإن ذمّوهُ فقد خسروا وخــابــــوا

أيذم ُمن ربُ العــالمين يمـــــدحهُ     أم نورُ البـدر ِعلى البـــدرِ يُعـــابُ

شــــابٌ فى طــــاعةِ الله ِقد نشأ     وفى طــاعةِ الله خيرُ ما نشأ الشبــابُ

مكــــارم ُالأخـــلاقِ منها ذو نسبٍ         ومساوئ الأخـــــلاق عنهُ اغـرابُ

فعمــرو ٌعربى فى الـــدينِ والأدبِ,   والناسُ من دونه فى االادابِ أعـــرابُ

جبلٌ ليس الريــــــحُ تحركــــه ُ       ونجمٌ فى العلى لا يعلــوهُ التــــرابُ

بستان ُمعرفــةٍ وبحـــرُ علــم ٍدينٌ           وفقــهٌ ونحــو وحســـــــــــابُ

صــــدقٌ وإخـــلاصٌ وكظمُ غيظٍ             وجميــــلُ ســـؤاٍل وكذا الجوابُ

حبٌ مــــن النـــاس ِوتقـــدير ٌ           وشـــأنٌ وصيــتٌ أحسـابٌ وأنسابُ

شجاعة ٌوفصاحةٌ وصبرٌ وذكـــــاءٌ         وبشـاشةٌ ووســـامةٌ به تنســـابُ

وألقــابُ الأخيــــارِ لــــهُ لقبٌ             بل بعمــــرٍو تلقبُ الألقــــــابُ

فبحـــرُ الوفـــــاءِ   عمروُ منبعهُ             وبيتُ الرضى عمـروٌ لـــهُ بـــابُ

يُصاحبُ المرءُ جمع ٌمـــن النـــاسِ         ولعمروٍ كلُ النـــاسِ اصحـــــابُ

صاحبْتهُ مــُـذ كنــَّا أطفـــــالا ً             رفقـة ًتظـُل إلى أن يفنى الشبــــاب ُ

فقد كنا نحن رفقتــــُه كــــأرضٍ,         وقــد كـــان لنــا نجمةٌ وسحـابُ

يضئ لنــا الطريــــــقَ بعلمــه ِ           ويمْطرُنا فخراً لتعلو بــه ِالرقــــابُ

أُحبهُ حبـــــاً سيدخــل معى قبرى       بذاك الحبُ     يُرجى الثــــوابُ

فقــــد أحببتــــهُ فى الله وأحبنى       بغير رحــــمٍ بينـنا أو حتى أنسـاب

عمرو أسعــــدُ حيــــن رؤيتـهُ,           وتُتمُ سعدى منـــهُ رنةٌ وخطـــاب ُ

عمرو وما عسـايـــا أكتبُ فيــــه ِ       وقد شهدت بأخلاقــهِ قلــوبٌ وألبـِابُ

وفى الحبِ حـــدث عـنهُ ولا حــرجٌ         فكلُّ القلــــوبِ لـــــه ُخطّــابث

وتهــوى القلــــوبث الحسنَ والأدبَ       وقد جُمعَت محَـــــاسنٌ فيـهِ وأدابُ

تراه العيـــون ُتهـــواهُ ولا تنـسى,         وجهًا منه جميــلُ المسكِ ينســــابُ

أحبـوه حبُ العيـــن للنــــــور ِ           فإن غابَ عمــــروٌ فالخلقٌ قد غـابوا

وإن حبَّ حبَّ بــإخـــلاصٍ وصـدقٍ         وإن تابَ عنهم عنـــهُ ما تابــــوا

فدهـــراً يشمُّ الزهـــرَ يعشقــَـهُ           فـــراحَ عبيرهُ وبــدى منهُ الذهـابُ

فظـــلَّ يعـــدُ سنيــنَ فرقتـِـهِ,               فعدَّ حتى أن ضـــاعَ الحســـــابُ

فعاتبَ بستـــاناً ضحى بزهرتــــهِ         , وهل ينفعُ فى الميتيـــنَ عتــــابُ

وأرغـــم القلب أن ينسى مــا كـان           أن   يُنسى نعيـــــمٌ بهـــا وعذابُ

ودخلَ بستـــان العاشقيـــن وانتقى,     منهُ زهرةً لا شكَّ فيها ولا ارتيــــاب ُ

بهــاالأخـــلاقُ والديـــنُ والأدبُ           والعلمُ والصدقُ ونضرةٌ وشبـــــابُ

فقـــد حُــقَّ لمن نــالَ مثلَها زهرةً       أن يعلو بحبِها وتشرأبُ له الرقــــابُ

فسبحان من جمَـــعَ العــاشِقيَـــن ْ         كمَـــا جُمعَ بالسمــاءِ شهــــابُ

فهى بحرٌ من الأخــــلاقِ لا شطئانَ له     وعمروٌ قصةٌ لا يحتويهـَـــا كتــابُ

فمــــــــــا أدرى أيفخرُ بهـــا عمـــرو ٌ           أم بعمــــروٍ تفتخــرُ الرحــــــابُ