وفـخـرى أنـى صـاحـبه ابو الدهب اسمٌ من الذهـبِ مخرجــهُ بين النـاسِ معـروفٌ فالصـدقُ مبدئــهُ فى بيتٍ من الاخلاقِ والقيـمِ كان مولدهُ وفى آلِ عيـــسى والبيــاضى منشـأهُ به الاخـلاقُ تجتمعُ وكلُ المدحِ يجمعهُ وتُمدَحُ الاخلاقَ وإنِّى أرى الاخلاقَ تمدَحـهُ أحبهُ كلُ ذى قلبٍ فكلُ قلبٍ يهواهُ ويعشقهُ ومَن ليـس له قلبُ فقـد غـارَ منهُ وأبغضهُ تغـارُ العينُ مَّمن خيرِ منهـا وتحسـدَهُ ومنهُ يغـارُ من ليس فى الاخــلاق ِيبلغـهُ فى كـلِ فـنٍ تعلمهُ اتقـنهُ وابدعــهُ وفـنُ الـدينِ من ربــــــهِ منـيـاهُ ومطمَعـهُ قولهُ احلى من الشـعرِ معنـاهُ ومنطقـهُ فإنْ قـالَ فى مجلسٍ فـكلٌ يصمتُ ويسمعهُ فمَن كان ذا أدبٍ فبالاحســانِ أسمعـهُ ومن كـــــــــان ذا كبـرٍ فـيـدُ الحقِ تـردَعهُ فحبٌ بحبٍ وكـبرُ بكـبرٍوذاك مذهبـهُ وكــــــلٌ خطـاءٍ فإنْ ذلَّ فبالاحســان أتبَـعـهُ وفى القريةِ رؤيا الاحبةِ تشجيهِ وتُسعـدهُ وفى الفرقـةِ يبكى بُكــــاءاً تنـفـدْ منهُ أدْمُعهُ وإن يأتى على قومٍ قامَ عزيزهُم وأجلَـسهُ وإن هـمَّ ليرحَـل قــــــــــامَ الجـمـعُ ودَّعـــــهُ وإن حـلَّ بهِ ضيفٌُ أقـراهُ وأكـرمـهُ فبالضـيـفاــــــــــنِ جــوَادٌ لا تُحصى مكـارَمـهُ وكذا ابـاهُ فى الخيرِ لا تُحصى منَاقـبهُ ومـا ظَـلَـمَ إن شــــــــــابَهَ فى الخيـرِ والــدَهُ فذاك الشبلُ من أسدٍ كلُ الأُسْدِ ترهـبـهُ وقد صَـارَ الشبلُ كالأسدِ عزيزُ القـومِ يرهبهُ شهـمٌ وذا وعـدٍ فـلا يُخلِفُ مُوَاعِـدَهُ يُنـصرُ بحـقٍ ولا يُنـصرُ علـيهِ مُعـــــــــــــانـدَهُ أودِعـهُ سِرَّكَ فـإنه بئرٌ فيه السرُ تودعهُ يسمـعْ منـك كـأنهُ لم يـراك ولم يسـمعـــهُ فالسرُ عندَه كميتٍ اخذَ من القبرِ مضجعهُ فهـل نطـقَ قبـرٌ وهـل غيَّر ميتٌ موضعــــــهُ فخُـذِ النّصـحَ منـى وسارع فصاحبـهٌ واللهِ إنَّ صـاحبـى كنــزٌ لمَنْ صــــــــــاحبـَهُ فقد ذلَّ معاديهُ وعزَّ فى الناسِ مٌصَاحبـهُ وتفـخرُ الناسُ بالمالِ وفخرى أنِّى صـاحبـُهُ تاريخٌ مشرقٌ الصفحاتِ اخرُهُ وأولُـــهُ نُقـشَ على الزمانِ فـزادَه سحـــــراً وزيـَّنـهُ فتـى كـاملُ الاوصافِ فسُبحانَ مَن كمَّلَهُ فللهِ الكمالُ الذى ألهـمَنا فعـلَ الخيـرِ وألهَمَهُ