مـــازال حُبـــكِ فـي الفــــؤاد دفينـــــا والــــروح تُصهــــر لــوعــةً وحنينــــا يـــا حســـرة علـــى عُمــــــرٍ مضــــى ولـــــىّ كمــــــا ولّـــــت تمـــانينـــا لــم يُشفــى قلبي من هواكِ حبيبتـــــي رغـــــم فــــراق جــــاوز الخمسينـــــا أسقيتـــكِ فيهـــــا الغــــرام معطـــــراً وشــــربـت منـــكِ كـــأس الأردلينــــــا مـــا كـــنت أحســـب أن دهـــري غـــادر وكــــذا زمـــانـــك بــالآلام يــرمينـــا بكتــكِ عينــي حتــى جــف مــاطـرهــا ولــم يبقــى عنــدي سـوى دمُّ الشرايينا وتقطعــــت أوصـــال قلبـــي حســــرة يـــــوم الفــــراق صبــابــة وأنينـــــا فطــويت أحــزاني فـي غيــاهـب مهجتـي وأفــنيت عمـــري هـــائمـــاً وحـزينـــا ومضــى الشبــاب كمـــا مضـت أحــلامنــا وأتــى المُشـــيب يعـبـث فـي قـــوافينــا فقـــري وعـــوزي وأمـــراض تطـــاردني لــم تثنـي قلبــي عـن ذكـــراكِ حينــا رث الثيــــاب معلـــــول وبــي وهـــــن هــل هـــذا صـــاحبــكِ القديم يقينــا ؟ هـــذا أنـــا مــن بعــد بَيْنُـــكِ فأنظـري خـــالـي الــوفــاض للهمــــوم رهينــــا حُكــــم الـزمــان بــأن يُفــــرق بيننــا لـــم ينتــــزع الحـــب مــن قلبينـــــا فــداكِ عمــــري يـــا أنيســة مهجتـــي بكينــــاكِ دهـــراً فهــل بكـيتِ علينــا ؟ ألا تـــري كيــــف الـزمـــان أضـــاعني كمــــا أضــــاعـــوا حبنــــا الـواشينــا هــــذا المكــــان مـــا يـــزال شــاهـــداً و " المصطبـة " كــــم عليهـــا إلتقينــــا * عليهــا بـــدأنــا الحـــب ثـم إفــترقنــا وبعـــد عمــــر نـــراهــا تحتـــوينـــا هــــوّن عليــــكَ فقـــد عـدنــا لمجلسنـا أنـــا وأنــــتَ ولا شـــــيء يعنينــــــا هــــوّن عليـــكَ فمــا شـاخـت عـواطفنـا بــــل تتقــــد شــوقـــاً فـي مـــآقينــا استيقــــظ الحــــب الـــذي أغفيتـــــه مــــا بــــين دمـــيّ والفــــؤاد سنينـــا دعينـــا نعيــــد الــذكــريـات فــإنهــا فـي عــالـم النسيـــان لهـــا طنينــــــا