إنّا عالقون
قد تساوى فينا
الوجود و العدم
أحياء نحن لكنّا ميّتون
لسنا ندري ماذا يجْري
في الخفايا و في المرايا
في الرؤوس و في البطون
إنّا عالقون
لسنا ندري أين يمضي
الضاحكون على الذقون؟
أين نمضي ؟
وجوهنا مسخ
بلا أفواه و لا آذان
و لا عيون
توجّهنا الفوضى ، إلى فوضى
و الهوى يهوي بنا
و يرشدنا الجنون
إنّا عالقون
بين ما كان و ما سيكون
بين صمت الصخب
وصخب السكون
بين المجرمين الغاصبين،
في أراضينا
في العراق و شقيقات العراق
و في فلسطين
بين الزّاحفين فينا على البطون
و الواقفين مِنّا في الطابور
حالمين بعدل الذئاب
و بالشرعيّة و بالقانون
إنّا عالقون
بين الداعين و الناعين
القائلين بالكُـفْـرِ
و الكافرين بالـفِـكْـر
و المؤمنين بالانحناء للأعداء
و بالصلاة على النبيّ الأبيّ
و السلام مع بني صهيون
إنّا عالقون
بين كسر السيف
و رهن الدّرع
ورفع غصن الزيتون
بين أمر ولي الأمر
و أمر الماسك على الجمر
و من أمره بين يديه
و من لا أمر لديه
و من أمره بين الكاف والنون
رباه إنا عالقون
الفتية أرسلوا الدّماء
ترسم صورة الوطن
على أجمل وجهٍ
و أرْوع ما يكون
فـاِرْفعْ رأسك يا ابن عِزٍّ
اشحذوا السيف
ادفعوا الرمْحَ
في قلب الهزيمة و السكون
هزّوا إليكم بجذع العزّة
ترجع الأرض ربيعا و ينابيع
املؤوا كأس الكرامة و اشربوا
و دعوا الجميع يشربون
إنا عائدون