لا تصدري فرمان وفاتي
(رثاء الشاعر نزار قباني)

من بعد الشهقه مولاتي
رأيت دموعك تغسلني
تمنحني فرمان وفاتي
وسمعت صراخاً أفزعني
أنساني وجع السكرات
لو كنت ترين أساريري
أهىñ لو تعلمي مولاتي
فأنا لم أرحل سيدتي
بل زöدت حياهً لحياتي
وخرجتٓ طليقاً
من بدنٰ
في سجنه الويلات
والأن أحلöُق بسماء
أتهادي بين الغيمات
زادي خفقان نساء الأرض
وأريجي عطر الدعوات
يحضرني حبك يا امرأهً
يصحبني معظم جولاتي
قد نلت الأن نبوءاتٰ
لم ألقها طيله سنواتي
في لمحه برقٰ سيدتي
أتنقل عبر القارات
طيفي ..
وخيالي يستنسخ
ألاف مئات المرات
ليزور أحبتي في روما
ولأسيا يهدي تحياتي

ما يٓدعي موتي ورحيلي
برهان وجودي وحياتي
في يافا طفلñ يذكرني
وبنجد نقشٓ قصيداتي
ولكم قبُْلتكö سيدتي
أحلي من سابق قبلاتي
ولكم شاركتك في كأسٰ
بل أسبح بين الذرات
أن تعلن قنوات العالم موتي..
أو نبأ وفاتي..
أن تسمعي شعراً يرثيني..
أو تلحظي قبري ورفاتي..
لا يعني أننا نفترق
فوجودي بين الكلمات
قيثاره شوقك تعزفني
وتستحضرني الغنوات
وما زلت حبيبتي أتحداك
لو تاتي بحبيب مثلي
تنطبق عليه مهاراتي
أتحدي قلبك أن يعزف
أنغاماً تشبه دقاتي
أتحدي كل دعاه العشق
أن يقطعوا بعض مسافاتي
كل العشاق تلاميذي
أعلي الأرقام بداياتي

ما يٓدعي موتي ورحيلي
أنبأني صدقك مولاتي
أطربني أنك تبكيني
أذهلني دفق العبرات
كفي دمعاتك سيدتي
لا تصدري فرمان وفاتي
فأنا موجود في عينيك
مختبئ بين الرعشات
في إسمي تجديني
وبرسمي
تجديني بين النغمات
في ضحكه طفلٰ اتجلي
في كل عشيق قسماتي
وتركت ورائي أشعاري
أبلغ من قصص الغزواتö
فيها تسبيحي ودعائي
فيها ترتيلي وصلاتي
فيها أيñ من وهج الحب
فيها من عشقك مولاتي
فيها ثوراتي وجنوني
فيها تهديدي وعظاتي
ولهي وجنوني
أمزجتي
صخبي
ونحيبي
إنُْاتي
كفي دمعاتك سيدتي
لا تصدري فرمان وفاتي
فأنا موجود موجود
أتمشي بين قصيداتي