شَـرُف المجد بهـذا العبقري
طيـب الذِّكـر أصيـل الجوهــرِ
صادق اللهجـة في مظهـره
وهو مـن قبـلُ نقـيُّ المخبــر
بـطل قـد جمَّــع الله بـه
من شـتات القـوم مـدَّ   البصـر
بـطل قـاد بــلاداً للـذرى
بعـد أن كانـت بسفـح   مقفــر
جـاء والأرض يـباب كلهـا
ليس في أصقاعهـا مـن أخضـر
جـاء والجهـل عليها مطبق
قـلَّ من يَسْطيـع فـكَّ الأسطــر
جاء والأمراض قد عاثت بها
من يُصَـب منها بشـيء ما   بَرِي
والعـداوات بـهم قد فتكـت
مـن يَجِـدْ فُرصـة غـزوٍ   يُغِـرِ
فارتـوى همَّـاً وغمَّاً إذ رأى
ما رأي في البـدو أو في الحضـر
وانثنى كاللَّيـث في عزمتـه
يرتجي النُّجـح لقصــدٍ   خـيِّـر
قـرَّر الحسـم لذا الـداء فما
هـو في ذا الحسـم   بالمنتظِــر
عقـد العـزم   على إنقاذهـا
مستعينــاً   بالكبيــر الأكــبر
فإذا التاريخ يـروي قصــةً
كالأساطــير لمجـــد مُبْهِــر
وإذا بالوحـدة الكبـرى غدت
تاج عـزٍّ في جبـين الأعْصُــر
إذ على التقـوى أقيمت أُسس
لبنـاء الوحــدة   المزدهـــر
فكتاب الله مـعْ سنَّــة مـن
أرســل اللهُ بصــدق الخــبر
منهـج الدولــة مـن أولها
وإلى السَّــوق لأرض المحشـر
هـذه الوحـدة مـا أعظمـها
ما رأينـا مثلـها في البشـــرِ
قادها الضـرغام يبنـي دولةً
أصبحـت من بعـدُ إحدى الكُبَـرِ
وغـذاها بعــده أبنـــاؤه
فارتقـت فوق النجـوم الزُّهُــر
كيف لا يشـرُف مجـد بالذي
حـوَّل اللَّيــل لصبـحٍ   نيِّــر؟
كيف لا يشـرُف مجـد بالذي
قطـع الظُّلْـمَ بســيف أبتــر؟
وأشـاع العـدل في أرجائهـا
وأحـلَّ الصَّفْــوَ محـلَّ الكــدر
فـإذا بالأمــن ظـلٌ   وارفٌ
مستتــب في ظــلال السُّـوَر؟
كيف لا يشـرُف مجـد بالذي
رفـع الأمَّـة   مـن منحـــدر؟
إنه عبد العـزيز   المفتَــدى
صانع المجـد لطيـف   المعشـر؟
هبـة الله لشعــب   طيِّــب
صـادق شـهم كريـم العنصــر
يـا بـلادي إن مـا حققــه
معجـــزاتٌ فبـه فافتخـــري
واحفظـي العهـد له واتَّبعـي
نهجـه وامضـي بـذات   الأثــرِ
نعــم الله علينــا كثــرت
فاحمـدي الله عليهــا واشكـري