لاتبكيَنْ ... بل زغردي
زَعَـمُوا بأَنَّ هناكَ نسراً قـدْ هــوى       فوقَ الثَّرى قـدْ أَثْخنتهُ جراحـهُ
فسأَلتُهم: عجباً! وهـل تَهـوي النسو       رُ؟ فقيلَ: إِنَّ النسرَ قُصَّ جَناحُهُ
فسألـتُ: منْ ذاكَ الأشـمُّ؟ أجـابــني       شـبلٌ دنـا, وبكى, فَـعَـجَّ نُواحُهُ:
هـو سـيدٌ, هـو شـامخٌ, هـو بـاشـقٌ       فوقَ الذُّرا, تحتَ السَّما مُرتاحُهُ
أَوَ عـادلٌ؟! ذاكَ الـذي قـهـرَ العِـدا       عشقَ المنونَ, أَما بكـاهُ سـلاحُهُ
نعمَ الفتى! لـيـثاً عَـدا, نسراً قَـضى       ظهـرُ الغَـمامةِ سـاحُهُ ومُـراحُـهُ
رضعَ المكارمَ في الصِّبا وَسَما بها       نَحـوَ السَّما, فاسـتوعـبَتْها ساحُهُ
العـزُّ بعـضُ صفـاتهِ, والـلـينُ طبـــــــــعٌ نَــمَّ عـــنــهُ جِــدُّهُ ومــزاحُــهُ
هوَ في الوغى ليثٌ هصورٌ ماحـقٌ       سَـقَـت الـمـنـايـا كلَّ بـاغٍ راحُـهُ
فاسْأَلْ بني صهيونَ عنْ صولاتِـهِ       يُـنْـبـيـكَ عِـلجٌ والـوَنى يَجْـتاحُهُ:
إنَّ الـحِـمـامَ حـلـيـفُـه فَـمَن ابـتـغـا       هُ تـنـاوشَـتْـهُ سـيـوفـهُ ورمـاحُــهُ
لا تَـبْـكِـيَـنْ يــا أُمَّـهُ لــم تـفـقــديــــــــــهِ, سَـمَا وحـلَّقَ لـمْ تُعِـقْهُ جـراحُهُ
لا تَـبْـكِـيَـنْ فـقد اسـتجابَ لِـدعـوةٍ       فـيها السـعـادةُ لـلـفـتى وصـلاحُهُ
لا تحزني! بلْ زَغْـردي فعَـريسُنا       بيـنَ الكَـواعِبِ في السَّما أَفـراحُهُ
*********

                                      د. محمد شهيد حسن قاطرجي