علي طه النوباني
أبا الطيب
تعبت راحلتك فاسترح
في جعبه الأفق مرفأ للقصائد
سفينهñ تتحدُي التعب
خيمهñ للنساك
يطلبون الوصل فيها
وكتابñ من صهيل الخيل
يشرق في أصواتهم
لا الشعر يطفي لظي الترحال
لا وجع الأمنيات
ولا فيض التراتيل القديمه
***
أبا الطيب
ها هي ربه السنابل تعمر الفضاء
حزينهñ لكنها تضجُٓ بالعشق والأغاني
تبوحٓ كلُما أينع أقحوانها بالقمح والسنابل
قف معي نشرب من عطرها قصيده
نرسم من مداها زورقا للتجلي
ونجمع الأحبه رغم أنف الغياب
***
أبا الطيب
غنُö للمجد في حوران الأبيُه
ربُما تموج السنابل في الحرف النديُ
ربُما تعود طقوس الحصاد
تتدحرج العرباتٓ من بيلا
نحو بلاد ايزيس
ويلمعٓ في الأفق سيفٓ خالد
***
أبا الطيب
تعبتٔ راحلتك فاسترح
هنا في بيت راس
ميلاغروس
يرقب الأضواء في تل اربد
يعزف لحن الدوالي العتيقه
ويشرب نخب القوافل
" تعالوا جميعا
نموج في التربه الحمراء
نتسلق عبق الأقحوان
نتجلي مثل غيمه
ونحاكي اللون قي جدارا "
***
أمس مرُت إلههñ صغيره
عيونها عسليه
وثوبها ضباب مطرز بالنجوم
حدُْقتٔ في الأفق
وأنصتتٔٔ طويلاً
ثم انحنتٔ مثل منجل
وتكورت كحبه قمح
- ميلاغروس أنبئني بالحكايه ¿
"تلك صبيه من جدارا
اسمها حوران
أحبها ألف فارس
وهيُمت ألف شاعر
لكنها هامت في الحقول
تلك صبيه من جدارا
قْرْأْتٔ عشق الشيخö البعيد للسنابل
جْْْلْبْتٔ من ثلجه عقداً للأقحوان
واشتعلتٔ في كلُö حقل نشيداً
وفي كل سنبله أغنيه"
***
أيتها السماء أمطري
حوران مسرح الجبال
عباءه الصحراء الزاهره
أنشودتها الخالده
شعرها سنابل
عشقها مشاعل
طبريُا مرأتها الصغيره المتلألئه
القريبه البعيده
يٓحكي أن جدارا تهبط من عليائها كل يوم
تغسل وجهها في صفحه الماء الصافيه
تمشط شعرها
وحورياتها الساحرات
يرقصن في الأفق
فتنهض السنابل بحبها الذهبي
بذاكرتها المسكونه بالشموس
" أيها المار من هنا
تْفرُس في عيوني
في حجارتي السوداء
في خطوات الراحلين
بدأتٓ الأن أعرفني
بدأت أخرج من رمادي
أصنع من غدي شجراً
ومن سنابلي قمراً
رغم الظلام "