للشاعر
عزالدين رجب
أُشْعِلُ بحِرْقَةِ الشَّوْقِ
سِيجَارةَ الصَّبَاحِ
واُسْكِنُ بِدَاخِلَ جسَدِي
جُزْءاً منْ دُخَانِهَا حيْثُ
فَوْضَىَ الشَّوقِ
وأنْفُثُ الجُزْءَ الآخر
أمَامَ أحْدَاقِي
المُصَوّبَةُ بالشَّوْقِ
ليَرْسُمَكِ لِي ... وأدَاعِبُكِ
وبِشَيْءٍ منَ الجنُونِ أُقَبِّلُكِ
أكْتُبُ شِعْراً وأرْسُمُ قمراً
يُشْبِهُكِ
وأتَسَكَّعُ فِي شَوارِعَ تَفْتَقِدُكِ
أجَاوِرُ زجاجاتُ عِطْرَكِ الفارغة
وشَالٌ سَقَطَ منْكِ حِينَ هرُوبَكِ
بدُونِ عِلْمٍ منْ طبَقِ شَوقٍ
أعَدَّتْهُ لَكِي أصَابِعِي المُمَزَّقَةِ
بسَكَاكِينِ البُعدْ
ويَشُقُّ الشَّوْق طُرُقَاتَ جَسَدِي
وتُرْبَتَهُ الفَارِغة منْهُ
زارِعاً نَفْسَهُ ذالِكَ الشَّوْقُ
فِي أرْضِي القاحِلَة
يَرْتَوِي منْ دَمْعِ العيُونِ
فِي ليَالِي الافْتِقَادْ
وأمْتَلِئُ بمزارِعَ الشَّوْقِ
مُنْتَظِراً قدُومَ تِلْكَ الحاصِدةِ
مُمْتَلِئاً بالخَوْف منَ الذبُولِ
قَبْلَ مجِيئِهَا
,
علىَ الرَّصِيفْ :
فِي أكْثَرِ الأحْيَانِ
أُحِنُّ إلَىَ تِلْكَ الورَقَةِ الفارِغَة
أأتِيها مُهَرْوِلاً
أمْلئُهَا بعباراتِ الشَّوْقِ
مَا يَجْعَلُهَا تُدْمِعْ !
أجَرِيمَةٌ إرْتَكَبتْ ؟
,
يُوَشِّحُنِي بِنَفْسِهِ بعتمةِ الليَالِي
ذالِكَ الشَّوْقُ
فلاَ أجِدُ نَفْسِي إلاَّ مُشْتَاقاً
طِيلَةَ آلـ24ساعة
عِنْدَ نَوْمِي أسْبَحُ فِي بَحْرِ الشَّوْقِ
وأصْحُو للغرَقِ فِيهْ
,
تسَاؤُلاتْ
|
أيْنَ تُسْكَبُ كؤُوسَ العِشْقِ
حِينَ بُعْدِ العشِيقْ
فإنَّهَا تَتَدَفَّقُ منِّي
؟
,
لِمَاذا يَبْتَعِدونَ عنَّا
حينَمَا نَكُونُ مَالِكِينَ لهُمْ
مَا يَجْعَلَهُمْ
يَعِيشُونَ أبَدَ أيَّامِهمْ
مُبْتَسِمينْ
؟
,
فَلْسَفَة :
أنْ تَنْسَىَ مَنْ عَشِقْتَ
وسَهَرْتَ للتأمُّلِ فِيهِ وتَبْكِيهِ
فذالِكَ موْتٌ آخَرْ بيَدِ القلبْ .
عزالدين بن رجب
|