إلى شاعر الألم بامتياز الشاعر الراحل محمد نوري خورشيد (1957-2009)
وتمضي..
والدرب طويلٌ يا صاح ْ
استرحْ دونَ رجوع
فللرجوع ِ بابُ شجون
وتمضي..
والمنية تلثم من حريق دربنا
سحاباً
والسحابُ يولدُ أمطارا وعويلْ
والمدى طويلْ
شجاعٌ من يطمر ذكرياته نخب وحدة ٍ
دون زميل ْ
ويمضي في الدرب والدمع قليلْ
هذا أنتَ يا خورشيدْ!
إنّي أراكَ واقفاً أمامي تبتسمُ
فمرحباً!
تعالَ لنجلس
ولنعيدَ الأزهارَ إلى الحديقة
فيصلبني بستانيٌّ شاحبْ
ما قُطِفَ أفلْ
لأجترَ الدربَ عندها عطراً
وأغنيةً
***
تمضي..
وكل شيءٍ يتهدم ُ..
يبقى أنقاضاً كلما نخطو
فأيُّ نوّويٍّ أنتِ يا حياةُ ..؟؟!!
وأيُّةُ هيروشيما أنتِ يا ذكرياتُ..؟؟!!
كيف أبني صوتاً من جديدٍ للحبِّ تغنى.. ؟؟!!
ففي رحمةِ الساعاتِ نحيا
ونأكلُ الموتَ لنحيا
إنّني بالشعر أرثي
هلْ غدا القرطاسُ كفنا؟!
يا عجبا يا عجبا
***
آهٍ خورشيدْ!..
لا واللهِ لستَ «سيزيف» [1]
وإنّما
سيزيفٌ لبسَ قميصكَ
كأنّما
فأنتَ تقلبُ سحابَ الدمعِ نخب نزيفْ
في رومانسيةٍ تمضي مهما دنا الخريفْ
هذا قدركَ يا صاحْ
أن تهزَّ منديل َ الحزنِ وتشدو
ففي الصحراءِ رملٌ للحظِّ عطشٌ
وفي البحرِ رملٌ من الحظِّ متخمُ
والرملُ واحدُ
فأيُّ حظٍّ لكَ يا بحرُ!!؟؟..
وأيُّ حظٍّ لكِ يا بيداءُ؟؟!!..
هذا ما خطّتْه أيدي القدر
حين غاب من السماءِ وجهُ القمرْ
تعليق:
حلب السريان القديمة الساعة الثالثة فجرا 15-10 -2009
حواشي
[1] سيزيف أسطورة يونانية حكمتْ عليه الآلهة بالشقاء الأبدي..