بالأمسö رتقتٓ ثيابي
تشرين ٓالبارد أثلجْ ما كان دفيئاً في أبö
وبيوتٓ النملö اختبأت
وبقينا نلهثٓ خلفْ سرابö
تلسْعٓنا نْسْماتٓ البردö
ونحبو في الوحل كما الأفعي
نبتاع تراباً بترابö
" اتُْىق شىىرُْ البرد بدينارين
وتزوُْد بسرابيلö الأغرابö
في هذا ثقبñ تحتْ الكتفö الأيمن
أمُا ذاك فزوُöدهٓ بسحابö
وتْنازل عن كöبركْ يا هذا
فلقد جئتْ بلا أنياب"
***
ضوضاءٓ السوقö مروُعهñ
وضواريها
سرقوا أسيافي وحرابي
أعزل في معركه داميهٰ
ينعقٓ فيها ألفٓ غرابö
ونسيمكْ يا تشرينْ شراعñ
مزُْقني بين ذهابٰ وإيابö
تشرينٓ
أتيتْ وما في الجعبهö سهمñ
والتعويذهٓ ينشدها صوتٓ مرابي
ومجانينٓ الفاقهö أسكرهم
في ليل البؤس نباح كلابö
تشرينٓ
إذا عدتْ تعالْ دفيئاً
فالموقدٓ مكسورñ في سردابي
وجيوشٓ الكفرö مخبأهñ عنكْ
بألفö حجابٰ وحجابö
* * *
تشرينٓ ۔ أنا أعرفٓ
للعمر نوافذ مغلقهñ
وذئابñ واقفهñ في البابö
وأخافٓ إذا ما أشرق فجري
أن يٓنذر للموت شبابي
للظلم سيوفñ مشرعهñ
ومعاولٓ هدمٰ وخرابö
وجنودñ أكثرْ من رمل الصحراءö
يسيرونْ علي هديٰ كذابö
تشرينٓ وفي رأسي شيبñ
وعلي كتفي كومٓ رقابö
* * *
تشرينٓ وأعرفٓ
في دورتك الأولي
كلُٓ أزاهيرö الأرضö انتظرتكْ
وكلُٓ بذور الأشجارö
قطراتٓ الماءö الأولي
كانت أنشودهْ عشقٰ
ردُْدها الأطفالٓ وطاروا
مثلْ فراشاتٰ أيقظها دفءٓ الضوءö
وتهليلٓ الأسحارö
كان هدير مزاريب الليل علي سمع الدنيا
أحلي من عزف القيثارö
تشرينٓ
وكنتْ رسولاً للفجرö
وكنتْ الفاصلْ بيْن الجنهö والنارö
لكنُْ الزمن الأتي غيُْر وجه الدنيا
غرقت سفن العشقö
ومات إله الحبُö
وزهرتك الأولي ذبلت في غابه صبارö
والعازف عاد إلي عالمه السفلي
وما أبقي غيرْ صفير الصحراءö
تشرينٓ إذا عدتْ تعالْ دفيئاً
فالبردٓ نصيبٓ الفقراءö