للشاعر
إهاب السيد عمر
"الأرواح جنودٌ مجنـَّدة ما تعارف منها إتلف و ما تناكر منها اختلف"
"فإن التقت الأرواح في عالمها قبل أن تنزل إلى عالم الأجساد
فستعرف بعضها و سيكون الحب...هكذا قِـيل ,.
..... ولكن ما حدث معي يختلف"
البحر المحدث
إنـّي أشتاق لرؤياها مذ غابت أزهارُ الحبق ِ
و تناهت أنوارُ الدنيا و تعالت في قلبي حُرقي
"في عالم الأرواح"
أهواها مذ كانت روحاً والجسمُ ترابٌ في الأفق ِ
ما قبلَ تكاوين الدنيا أو قبل تسابيح الشفق ِ
ما قبلَ ظهور ٍ للرؤيا من ظهرِ غياهبَ لم تفق ِ
وهناك فلا جسمٌ كانَ ودُنانا كانت كالورق ِ
بيضاءَ يداني كوكبها عدماً ومياهً لم تـُرق ِ
و إلهي كان يخلِّقها في ستِّ ليال ٍ كالنسَق ِ
فرآها طرفٌ من روحي ما قبل جروحي أو حَدَقي
و رأتني فيها أضلُعها من نور ٍ كانت من ألق ِ
فضلوع الروح ِ هناك ترى في برزخ ِ درٍّ مؤتلق ِ
فتلاقينا وتعانقنا و تعاهدنا وبلا قلق ِ
وتسامينا بالنور ِ هنا كَ وكنـَّا ناراً من غَدَق ِ
و تدانينا قمراً قمراً فهمسنا الضوءَ كما الأنق ِ
"عند الخلق"
و توارت بعدُ حشاشتنا بتراب ِ الجسم ِ المُختـَلَق ِ
وتفارقنا رغماً فالجسـ ـمُ بروحينا لم يتـَّسِق ِ
و الجسمُ لروح ٍ قد خُلقَ وبذاكَ قضى ربُّ الخلق ِ
"في هذه الدنيا"
ورأت عيناي مشاهدها في دُنيانا ذات ِ الأرق ِ
و رأت جسماً قد كوَّنهُ باري الأكوانِ المختَلِق ِ
فعيون ٌ خضرٌ من أرج ٍ و بياضٌ يشرقُ كالفلق ِ
قد غرّتها بهما نفسٌ تطغى كسوادٍ في الغَسَق ِ
وتُحيلُ الروحَ بأضلعها كسجين ٍ مخنوقُ العُنُق ِ
و يريدُ نجاة ً من قيد ٍ قد طوَّقهُ ما لم يُطق ِ
و لمحتُ الروحَ بعينيها و تناديني ياذا العبق ِ
لكنّّ الجسم يُـمانِعها و ترابه يندى بالعرَق ِ
و يجرّعها بعض النسيا ن ِ بكأس ِ الوهمِ المنخرق ِ
و أشاحت عنِّي نافذة ً فيها روحٌ تصلى حُرقي
غطَّاها الجسمُ بما يبلى كي لا ترنو منّي عشقي
و مضت تسعى في أنفاسي بحراً يحوي ملحَ الغرق ِ
وبلا وصل ٍ يثني ألمي و القلبُ غدى كالمحترق ِ
فذهلتُ بما ألقى منها و حروفي لا لم تتّسق ِ
و لجأتُ لشعري يسعفني فَرقى ميتاً لم يستفق ِ
حمـّلتُ الحرفَ بأحزاني فمضى يهذي إذ لم يطق ِ
كيفَ الحرفُ الباكي يَحْمِلْ مجموعة ألوان ِ الغسق ِ
***
أترى أضحى عشقُ المعنى طيفاً كَرِهاً نتنَ العبق ِ
وترى أضحى عشق ُ المبنى شمساً و تُـرى فوقَ الأفق ِ
إهاب السيد عمر
تعليق:
"الأرواح جنودٌ مجنـَّدة ما تعارف منها إتلف و ما تناكر منها اختلف"
"فإن التقت الأرواح في عالمها قبل أن تنزل إلى عالم الأجساد
فستعرف بعضها و سيكون الحب...هكذا قِـيل ,.
..... ولكن ما حدث معي يختلف"
|