هذى قبعتى.. أرميها وأرحل عن بلاد الياس والموت المعجل وعبائتى التى اتسخت..... بذنوب لست فاعلها الآن أتركها.... فلن تغسل سأذيح هذى الخطوط عن راحتىّ قد سأمت فيها ماضىّ المسجل لن أبقى لى شيئا ها هنا الا وريقات وقلم وبرجل يا موطنى لم تعد لى وطنا كيف الحياة فيك..... وأكبادنا تؤكل؟ حتى الكلمات سرقت من أفواهنا وصار الشعر كالكهل المكبل يا أرض الأزهر والنفيسة... وعائشة والحسين صار القرآن فيك لا يرتل صارت الصلوات.... كما الرغيف... تؤكل يا موطنى لم تعد لى وطنا فكل شىء فيك الآن يقتل البراءة فى الأطفال تقتل وحلم الشباب... صار صرحا مهلهل قولوا جميعا للموت كلا فأيدينا تقدر أن تحارب قولوا جميعا للعجز كلا فما زال الوقت.... تحمله العقارب كيف نصغى كل يوم... لألف حلم... وألف أمنية تخرج من فم كاذب؟ قد رسموا لنا الأحلام بحرا مائجا ولم يعطونا القوارب حمقا.... ضاع كل شىء بين أنياب الثعالب سيقولون عنى بأنى هارب يقولون ما يقولون.... فلن أعود لكى أكاذب سفها..... بعنا للغريب أمجادنا ويقولون: هذا تاريخ كاذب انا بعض من التاريخ... جئت لكم فمن شاء حسابى ... فليحاسب كل أوراقى أكشفها لكم هذى أهرامات ومعابد وهذى كنائس ومساجد وهذى..... جموع من الجند خرجت... كى تجاهد أنا حطين وعين جالوت اشهدوا الآن.... فالتاريخ شاهد أنا بعض من التاريخ فان أردتم عصا موسى... أعطيها لكم... ولكن عصا موسى بغير الله.... لن تساعد عصا موسى بغير الله... لن تزيح الطغاة عن المقاعد نعم..... هنا أرض الأنبياء ولكن... زمن المعجزات... ليس عائد يا موطنى لم تعد لى وطنا فكل شىء له سعر... حتى الأصابع تركونا للفقر والجوع يقتلنا يا ويلكم... يا ويلكم من صرخات جائع مابالنا بأرض قد بخلت علينا... ببقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ما بالنا بأرض صار يسكنها.... الجراد والقمل والضفادع يا ويلكم من صرخات جائع قد بعنا من أجل الرغيف بيوتنا بعنا فراشنا ومتاعنا بعنا عيوننا وجلودنا ولم نشترى الا المواجع يا من قتلتم الأمل فى اطفالنا.... صبرا.... فعصا موسى ستخرج .... كى تصارع حتما... ذات يوم ستخرج من مهد طفل أو من صدر شاب... ستخرج من قصيبدة حرة... من جريدة حرة ستخرج ستخرج من احدى المدارس ستخرج من أحد الجوامع ولكن... عصا موسى بغير الله.... لن تصارع يا ويلكم ... من صرخات جائع الآن....... أحزم حقيبتى وأطوى فى صفحات الماضى قصتى وأودع كل شىء فيك... أودع كل شبر بمدينتى أودع أركان بيتى... وذكريات طفولتى يا موطنى لم تعد لى وطنا ولكن........... لن تزول مع الاغتراب.... محبتى مع ارق تحياتى د/ أحمد الشحات
