وجع النخيل النخيل يمتشق قبعة الأصيل عند قارعة المساء و ينزف ظمأ الغيوم فوق شرفات الريح يسكب خمره في ثغر الصوت أنات وربابة يحتسي نبيذ الوجع من بقايا الأمس نخب الكبرياء وينعي قوافل الغربة في مأتم الخوف بتقاسيم ناي حزين فهل ينسى النخيل أفياء الشموخ وأبجديات المرار وجع بطعم الملح فوق أستار الدجى يشاطر أحزان الوتر الغافية في صمت الصخور بأطيافه المشغوفة بالندى وصهيله يغدو ذبيحاً فوق نائبات الصباح التي نكأتها جراحات النخيل يوقظ مزامير الشجن الموشومة بالأنين في نوح المطر ويجترح ترانيم النغم المتأرجحة على شواطئ اليأس النازفة من خارطة الجنون بإبرة البكاء وصدح اللحن خلف حجاب الظل يحبو على هدى الوتر مثقوبا بحجر النداء صوته حجاب وآهاته رداء وبلحظة توق للذكريات تدق نواقيس الوجع فوق أغصان الرؤى حتى توقد قيظ اللوعة في رماد الثلوج وتطلق تنهيدات ساخنة في كل فج رعشاتها مطعونة بأهداب الاحتضار وجع يجلد غفوة الحلم بسياط الأنين في بئر الكلام ويلعق غبار الفجر المضرج بنور النهار فرغم ثورة الوجع النازفة من كبد الأحلام سيبقى النخيل باسقاً شامخاًً لا تنحي له قامة ولن تخذله الأيام