إِلى نَاجِي العَلي.. (1) وَحدَكَ، فِي المَسَاءِ تُشعِلُ أصَابِعَ يَدَيكَ النَّحِيلَتَين! وَتَغمِدُ رِيشَتَكَ الحَادَّةَ فِي مِحبَرَةِ رُوحِكَ العَمِيقَةِ الضِّفَّتَين! وَحدَكَ تُضِيءُ فِي المَسَاء حِينَ يُغَلِّفُ اللَّيلُ وُجُوهَ رِفَاقِكَ المُتعَبِينَ، فَتَرفُو بِرِيشَتِكَ جِرَاحَهُم وَجِرَاحَ الضِّفَّةِ وَالقِطَاعِ الحَزِين!؟ (2) وَحدَكَ تُضِيءُ فِي مَدِينَةِ الضَّبَاب كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ، وَالمِصبَاحُ كَوكَبٌ دُرِّيٌّ طَوِيلُ الفَتِيل!؟ زَيتُهُ زَيتُونُ يَافَا وَرَائِحَتُهُ بُرتُقَالُ الجَلِيل!! (3) وَحِينَ أمسَيتَ وَحدَكَ - بِتَوقِيتِ غِرِينِتش - عَقرَبَاً تَأكُلُ سَاعَاتِ نَومِهَم، تَتَسَلَّقُ سَلالِمَ أحلامِهِم وَتَلسَعُهُم بِرِيشَتِكَ الحَادَّةِ الشَّفرَتَينِ كُلَّ نَهَار!؟ وَقتَهَا، ضَاقَ المَسرَحُ بِهِم فَكَانَت طَلقَةُ الغَدرِ عَلَى رَأسِ رِيشَتِكَ المُكَلَّلَةِ بِالغَارِ وَالزَّيتُونِ وَالأُقحُوَان! فَصَفَّقَ المُمَثِّلُونَ طَوِيلاً لكِنَّهُم - حِينَ أسدَلُوا السِّتَار - تَبَعثَرَت أورَاقُكَ.. فِي الجِهَاتِ السِّتِّ يَا حَنظَلَة!! فَصَفَّقَ الجُمهُورُ طَوِيلاً، طَوِيلاً وَلَكِن، هَذِهِ المَرَّةَ لأورَاقِكَ المُبَعثَرَة!!؟