شكوى شاعر .. أيَا صَاحبي قَد عَلِمتَ بِحَـالِـي فَـأيُّ الحُلـولِ تَـرَاهَـا لِحَـــالِي وَقَـد أظلَمَت فِي عُيُـونِي مِرَارَاً نَهَـارَاتُ عُمرٍ زَهَت فِي خَيَـالِي سَــئِمتُ تَكَالِيـفَ عُمرٍ سَــقِيمٍ تُمَـزِّقُــهُ غُربَـتِـي وَارتِحَـالِــي فَمَن لِي إذَا خَيَّمَ الحُـزنُ لَيلاً سِـوَى ذِكرَيَاتِ سُـرورٍ خَوَالِـي وَأطيَـافِ أَهلٍ تَـرُوحُ وَتَغدُو، فَيَطفِرُ دَمعِي لِذكرَى الغَوَالِـي! وَهَا أنَـذَا.. قَـد رَمَتنِي الحَيَـاةُ - بِسَهمٍ - وَحِيداً أُقَاسِي اعتِلالِي فَـلا ابنَ أُمٍّ يُجِـيبُ، وَلا الأصــ ـــــــدِقَاءُ، وَلا (الدَّيرُ) تَبغِي وِصَالِي! فَمَـن لِي إذَا قُلتُ آهَاً؟! وَرَدَّ الـــ ـــــجِـدَارُ بِصَمتٍ.. وَمَـا مِن مُبَـالِـي: وَحِيدَاً سَتَبقَى وَحَشرَجَ فِي حُـر قَــةٍ، فَبَكَـى، وَاشتَكَى لمقَالِــي تُرَانِـي جُنِنتُ وَضَيَّعتُ عَقلِـي؟ أَمِ الشُّـــعَرَاءُ قَصِيــرُو ذُبَـــالِ؟! فَـلا العَيشُ يَحلـُو بِمَـالٍ كَثيـرٍ وَلا العَيشُ يُرجَـى بِذُلِّ السُّــؤالِ أيَا صَاحبي والحَيـاةُ نَصِـيبٌ وَقِسمَةُ ذِي الجُـودِ وَالمُتَعَالــي رَضَينَـا بِها أَم.. سَـوَاءٌ، فَكُلُّ الـ ــــعِبَـــادِ مَصِيــرُهمُــو للــزَّوَالِ رَمَتنِــي الحَيـاةُ بِحِملٍ ثَقِيــلٍ وإخوَةِ رَحمٍ بِسُــودِ الّليَالِــي فَلا القُربُ مِنهُم سَيُجدِي، وَلا البُعــ ـــــدُ عَنهُـم، سَيُغنيهُمُو عَن سُـؤَالِي كَــذَا قَــدَرِي أَن أَمُـدَّ إليهِم يَـدَ العَـونِ دَهرَاً، وَلَستُ أُبَالِـي فَمَـا العُمرُ إلاَّ نِضَــالٌ وَكَــدحٌ، وَمَـا العَيشُ إلاَّ صُعُــودُ الجِبَـــالِ