ماشي في طريقي .. بزحمه الأفكار يوم من أيام الشتا ... عقاب نهار نادتني .. وقُفٔ ياشيخ .. تكتبلي رساله¿ بصوتها الحزين تسألني .. قلت ياحجه أمريني.. قالت: رساله لابني اللي غاب وعني ماسأل .. قلت: ومن وقت ايش ابنك صار له غايب.. قالت:من سنين طوال طوال .... أه يابعد لحباب قلت: ايش اكتب.. ملليني قالت اكتب: غربتك يامه طالت... والعمر فات وامك .. ياحبيبي .. في انتظارك تنتظر كلمه ... ولا سلامات وانت كانُك نسُتك غربتك حنيني نسُتك لبلاد... ولعمام ولخوال لا... يامه..ماتنسي الأصل.... والأوطان يامه الها حنين ياوحيدي ...ظهري انحني .. والنظر مني طفي وعلمشي يابني ...بتعب .. وصدري يضيق ياريت ترجع .... واشوفك يمُي لو ساعه من العمر يسألوني الناس وايش اخباره ... أقلهم طيب ..وراح يعود يامه الشارع اللي خلف بيتنا .. وسُعوه ... والصبر شالوه والبرتقان يامُه خُلعوه....والدنيا انتلت يابني بيوت... بيوت لاتسأل عن اللوز... من عشرين سنه قلعوه وصار عندهم حمُامات يزرعوا فيها كل اشي البندوره عنا طايحه في الصيف والشتا وفاكهه الصيف تلقاها في الشتا طريق الربايع للحين اشوف أتارك فيها واسمك منقوش عالجميزات الثنتين والله يامه صارلك زمان مفارقني حöن علي أمك .. وخليني قبل ماموت القاك تري العمر ماحد ضامنه... بس والله نفسي أكحل عيوني برؤياك وبعدين ياهلا بالموت... كلنا اموات ..وماحدا مخلُد ياريت هالمرُه... تلبيلي مناتي وهيني باستني... ماأصعب لانتظار!! قلتلها ويش عنوانه.... ويش اسم الولد... عشان توصل الرساله قالت اعطيني اياها .... أخذتها .. ومزعتها... ومزعتها .. وجهت للشرق ونثرتها في الريح ... وقالت هالحين توصُله.. ورغرغت عيونها.... بالدمع ومشت.... استغربت اللي صار .... وسألت مين ابن هالحجه وين بلاده قالولي ... هالحجه.. لاحبلت ولا ولدت.. تحياتي....
