(41) حِينَ تُؤَذِّنُ عَينَاهَا... يَأتَمُّ قَلبُهَا بِكَ... وَ حِينَ يُسَلِّمُ عَلَيكَ... لا يَلتَفِتُ يُمنَةً... وَلا يُسرَةً. لِذَا... حِينَ يَغُوصُ نَصلُ الحَسَدِ... تَمتَزِجُ دِمَاؤُكُمَا... عِشقًا... وَتُهَلِّلُ السَّمَاءُ وَالأَرضُ... بمَولِدِ ابنِ الإِنسَانِ... (42) لِلرِّحلَةِ... دَربٌ وَرَفِيقٌ... وَخَارِطَةُ طَرِيقٍ... وَ زَادٌ وَ رَحلٌ وَكِتَابٌ... وَصَدِيقٌ... فَهَل تَسِيرَانِ... على نَفسِ الدَّربِ الغَائِمِ... أم أنَّ كُلَّ الدُرُوبِ تُفضِي ... إِِلَيهِ... عَلَى أنَـَّكُمَا اختَرتُمَا... التِّرحَالَ... مُكتَفِـيَيْنِ... بِبَعضِكُمَا البَعض... (43) لَكَ... أن تَأتَمَّ بِقَلبِهَا... لَهَا... أن تَأتَمَّ بِكَ... وَلَكُمَا... أن تَأتَمَّا... بِإمَامٍ... "صَادِقٌ... ثَمَّ أمِين" فَكَيفَ إِذًا تَأتِي السِّهَامُ... هَذَا السُّؤَالُ الصَّعبُ... وَلَكُمَا... أن تَبحَثَا فِيهِ... عَلَى أنَّ غَايَةَ الحَسمِ... أنَّ القَلبَ... بَينَ يَدَيهِ... مُتَقَلِّبٌ... عَلَى الدَّوَامِ... (44) عَينَاهَا... فُرقَانُ قَلبِكَ... كَيفَ تَقرَؤُهَا... وَلمَّا تَتَعَلَّم... التَّهَجِّي عَلَى وَقعِ قَلبِهَا... فَارجِعِ البَصَرَ كَرَّةً... وَاقرَأ بِاسمِ مَن مَنَحَكَ... فُؤَادَهَا... كَنزًا... يَنقَلِب إِلَيكَ البَصَرُ... خَاسِئًا... هَذَا بَيَانُ مَا لَم تَسطِع... عَلَيهِ صَبرًا... (45) إنَّ اللهَ يُدَافِعُ... عَن الذِينَ... أَحَبُّوا... فِيهِ... إِذ أَوَى المُحِبُّونَ لِصَمتِهِم... سِنِينَ عَدَدًا... رَبـُّهُم أَعلَمُ بِقُلُوبِهِم... وَحِينَ أَرسَلُوا... فِي طَلَبِ الرَّحمَةِ... لَم يُشعِرُوا بِهِم أَحَدًا... سَالَ... دَمعُهُم... فَلا تُمارِ فِيهِم إِلاَّ مِراءً ظَاهِرًا... وَلا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَدًا... (46) لِعَينَيهَا .. شَهوَةُ الكَشفِ.. لذَّةُ الذَّوقِ.. أَلَقُ الوَجدِ.. مُتعَةُ النَّظَرِ.. وَنُورُ المُشَاهَدَةِ.. فَهَل لِقَلبِكَ جَنَاحَانِ لِلوَصلِ.. أم أنَّ الوُجُودَ.. فِي حَضرَةِ عَينَيهَا.. غَايَةُ فُؤَادِكَ .. المُرِيدِ.. عَلَى دَربِهَا السَّالِكِ... (47) تُوقِفُنِي.. مَوقِفَ المَحوِ.. وَتَسأَلُنِي الفَنَاءَ.. فِي حَضرَةِ وُجُودِهَا.. عَن.. حُزنِي... تُمطِرُنِي.. بِخَمرِ عُيُونِهَا؟؟ لِيَأتَلِقَ العِشقُ.. وَنَبدَأُ حَضرَتَنَا.. عَلَى إِيقَاعِ قَلبَينَا.. نَصَّاعَدُ.. فِي مَرَاتِبِ الرُّوحِ.. مَلاَئِكَةً.. عَلَى أنَّ أجنِحَتَنَا الوَلهَى.. يَجذِبُهَا الثَّرَى... (48) لِي.. أن أقرَأَ أيـَّامِي.. فِي خُطُوطِ كَفِّهَا.. لَهَا.. أن تَرَانِي مُحَلِّقًا.. حِينَ تُطبِقُ أهدَابَهَا.. لَنَا أن نَكُونَ.. رَائِعَينِ.. وَحِينَ يُنَادِي.. بِلالُنَا.. تَشدُو.. بَلابِلُنَا.. تَرِفُّ أجنِحَةَ الشَّوقِ.. بِنَا.. نَطَّوَّفُ.. بِعَرشِ الحُبِّ.. نُسَبِّحُ.. عَلَى عَدَدِ.. دَمعَاتِنَا... (49) مَا بَالُ قَلبِكَ.. حِينَ يَهِيمُ.. يَرَى.. حِينَ يُسَرُّ.. يَسرِي.. حِينَ يَهفُو.. يَشِفُّ.. وَحِينَ تَحتَضِنُهُ عَينَاهَا.. يُنشِدُ تَرَاتِيلَهُ.. فَهَل قَرَأَت سُطُورَهُ.. قَبلَ الرُّكُوعِ.. أم أنَّ سَجدَتَهُ.. كَانَت.. للشُّكرِ.. بَعدَ التَّسلِيمِ.. (50) لِقَلبِهَا.. أجنِحَةٌ مَلائِكِيَّةٌ.. تَرِفُّ شَفَّافَةٌ.. تَنثُرُ نُورَ القَلبِ.. حَولَهُ.. بَرَكَاتٍ.. مِن رَحَمَاتِ.. نَظرَتِهَا.. فَهَل.. لَدَى قَلبِهِ.. ذُنُوبٌ.. لَم يَغفِرهَا الحُبُّ بَعدُ؟؟ أم أنَّ تَوبَتَهُ.. لِقَلبِهَا.. استَوجَبَت استِغفَارًا.. كَي يَرضَى اللهُ.. عَن قَلبِهِ.. وَيُزَكِّيهِ.. لَهَا... (51) لِرُوحِهَا.. رَيحَانٌ.. مِن جَنَّةٍ.. رَحـمَانِيَّةِ الرَّحَـمَاتِ.. لِقَلبِهَا.. خَفَقَاتُ جَنَاحِ مَلائِكَةٍ.. تَطَّوَّفُ.. بِالعَرشِ.. والكُرسِّي.. والنُّورِ... وَحِينَ يُسَبِّحُ قَلبَهُ.. بِحُبِّهَا.. يَأتَلِقُ المَلَكُوتُ.. وَيَسمَعَانِ.. فِي قَلبِ النُّورِ.. إنَّ اللهَ.. مُبَاهٍ بِكُم.. مَلائِكَةَ العَرشِ... (52) ماَذَا سَتُخبِرُكَ عُيُونُهَا.. حِينَ يَأخُذُكَ الحَنِينُ.. إلَى نَجمَةٍ.. تُجَاوِرُ قَمَرَكَ.. أأنَا مِرآتُكَ؟؟ أاِنعِكَاسُ .. صُورَةَ شَمسِكَ.. فَوقَ وَجهِي؟؟ أم أننَّي .. مَحضُ نُورٍ.. قَد دَعَاكَ؟؟ يُجِيبُهَا.. وَجِيبُ القَلبِ.. نُورٌ عَلَى نُورٍ.. يَأتَلِقَانِ رَوعَةً... (53) كَيفَ يَذُوبُ القَلبُ.. عَلَى كفَّي مَلاكٍ.. لَهُ.. صُورَتُهَا... كَيفَ يُنِيرُ الشَّوقُ.. عَلَى هَمسِ مَلاكٍ.. لَهُ.. صَوتُهَا... كَيفَ يَمُوتُ الحُزنُ.. عَلَى دُعَاءِ مَلاكٍ.. لَهُ.. رِقَّتُهَا... - .............. لَهَا.. صُورَةُ مَلاكٍ.. وَصَوتُ مَلاكٍ.. وَرِقَّةُ مَلاكٍ.. وَلَكَ.. أن تُحِسَّ.. رَفَّةَ جَنَاحِهَا.. في قَلبِكَ.. فَتَخِرُّ سَاجِدًا... (54) حِينَ تَنظُرُ في قَلبِكَ.. يَرِقُّ.. يَشِفُّ.. فَيَرَى.. وَحِينَ تُهدِيكَ صَلاتَها.. يَأتَلِفُ قَلبُكَ.. عَلَى.. رُوحِ حُرُوفِهَا.. وَحِينَ أشرَقَت الأَرضُ بِنُورِ رَبـِّها.. يَسمَعُ صَوتُهَا.. يَهمِسُ في رُوحِهِ.. "... ثُمَّ لَتَرَوُنـَّها.. عَينَ اليَقِينِ..." حِينَهَا.. تَجِدُ نَعِيمَكَ.. عِندَهَا... (55) حِينَ رَاوَدَتهُ الأَرضُ.. عَن رُوحِهِ... قَالَ: رَبِّ السِّجنُ أحَبُّ إِليَّ ممَّا يَدعُونَنِي إلَيهِ... استَعصَمَ بِقَلبِهَا.. فَرَأى بُرهَانَ عِشقِهِ... طَافَ بِفُؤَادِهِ.. طَائِفُ خُبزٍ وَخَـمرٍ... جَاءَهُ .. حُكمُ رَبـِّهِ.. أن قَـرَّ عَينًا... قَالَ: أبَتِ .. هَذَا تَأوِيلُ رُؤيَايَ... كَانَ قَمَرٌ.. وشَمسٌ.. سَاجِدَينِ... (56) حِينَ هَوَى نَجمٌ.. استَقَرَّ في عُيُونِهَا.. فَرَأيتَ صُورَتَكَ.. فِيهِمَا.. دُونَ غِوَايَةٍ.. قُلتَ: مَا شَاءَ اللهُ.. كَانَ قَلبُكَ في صَلاةٍ.. يَرفُلُ.. فَمِن أينَ جَاءَتكَ.. ضَلالَةُ حِيرَتُكَ.. حِينَ أوُحِيَ.. لِقَلبِكَ.. أن اعشِق.. ثُمَّ استَقِم..... (57) تَسِيرُ... عَلَى خُطَايَ... تَكُونُ دَربِي... وَتَسرِي في دِمَايَ... تُنِيرُ قَلبِي... بِغَيرِ مَشَقَّةٍ.. تَدعُو دُمُوعِي... بِغَيرِ مَعَنَّةٍ... تَغدُو رُجُوعِي... صِرَاطِي... تَستَحِيلُ... بِخَطوِ حُبِّي.....