(6)
العين
للناس أعين، وللمحب عيون، فعين قلبه، وعين روحه، وعين توجهه، وعين شوقه، وعين وجده، وغيرها، فما المحب إلا عيون. والعين للمحب نافذة... نافذة، فمنها تراه، ومنها يرى؛ فهي مرآة روحه، ومحل اطلالِه على الملكوت.
وكما تحتاج الأعين للضوء، فإن العيون بحاجة للنور، كي ترى. فالنور للمحب ضرورة، من باب كونه عيون، وإلا فإن العماء مصيره، إذ تتعطل عيون المحب في العماء فلا يكون محبًا، بل يصير غيرًا. لذلك فإن غاية المحب أن يظل في النور، ولو غاب الضوء؛ فالنور هو ما يجعل المحب ما هو.
فطوبى للذين من النور كانوا، فكانوا عيونًا ترى من غير ضوء، وتبصروا وإن لم يبصروا، فلو أخذهم العمى، ما حزنوا ما داموا قد استقروا خارج العماء.