(7) البوح ‬ ‫البوح.. افتضاح الحال بلسان المقال‬. ‫وافتضاح الحال‬ ‫له ألف لسان‬؛ فالنظرة لسان العين‬ و‫الحرف لسان العقل‬ و‫الدمعة لسان الروح‬ و‫الارتعاش لسان القلب‬، ‫وكله مقال‬، ‫لمن استطاع الي قراءته سبيلا‬. ‫‬‫علي ان كل بوح عليه فداء‬، ‫والفداء دم‬. ‫وعند العاشقين‬، ‫من عجب أن دم البوح من جنس البوح‬؛ ‫فالنظرة الحيرى دم العين‬، ‫والحرف المكلوم دم العقل‬، ‫والدمع دم الروح‬، ‫والارتعاش دم القلب‬. ‫ولو خرج البوح من العاشق للاغيار‬، ‫وجب الفداء بالدم كالاغيار‬. ‫والعاشق يجاهد البوح بقدر مجاهدته في الكتم‬؛ ‫فالكتم نار تأكل حشاه‬ ‫حتى لا يستطيع منعها‬؛ ‫فتخرج في بوح الجوارح‬. ‫ولأن الحال للعاشقين خفي‬؛ ‫فافتضاحه بلسان الجوارح هم كبير‬؛ ‫فكماأن الدخان ينبئ بالنار‬، ‫فاحترار الجوارح يبنئ باضطرام الروح‬. ‫فطوبى للذين يتحملون نير الروح‬، ‫ويجاهدون ارواحهم كي تستطيع الكتم‬. ‫وطوبى للذين يكبر عشقهم‬، ‫حتى لا تستطيع الروح كتمانه‬، ‫وتستضئ جوارحهم بنار شوقهم‬، فلا يطفئها سوى دمعهم‬، ‫بوحا صامتا عند الاغيار‬، ‫صارخا لدى المحبين‬. وطوبي لمن يجعلون من ارواحهم‬، ‫مدادا لقلم البوح‬، ‫ومن دمهم حبر الحروف المنيرة بنور الروح‬، ‫تستعير منهم شمس الكون، نورهم‬، ‫على انهم في ذواء‬، ‫ما طال بوحهم‬ ‫وضعفهم عن الكتمان‬ ‫بسر الروح. ‬