كانتْ تريد عمرَها من زمني
وتبتغي بيتًا لها في وطني
كانت نشيدًا خافتًا متَّقِدًا
كانت تحبني .. نعم .. تحبني!
عرفتُها أسطورةً من زمنِ النَّدَى
فؤادها عصفورةٌ تنبض بالنِّدَا
وروحُها بَـوحُ الصّفاءِ حين غرّدَا
غنّتْ فظلّ لحنُها يطارد المدَى
وماتَ دون أن يذوق روعةَ الصّدَى!
كان بعيدًا زاهدًا في اللوعةِ الحلوةْ
يطوي على فؤادهِ عباءةَ القسوةْ
لكنني لمحتُ نبضَهُ الرهيفَ مرةً
حين انحنى في ألمٍ فانفكت العروةْ!
كان قصيدةً تذوب رقةً .. فذبتُ
وبسمةً، من صدقِها، بدمعتي ابتسمتُ!
قلبًا له بكل قلبٍ مستهامٍ صوتُ
يغفو على رِبْتتهِ الدمع، الأنينُ، المقتُ
لكنْ على أعتابه استوى الهوى والموتُ!
- تُرى تقولُ: غَرّني برقَّةِ الحنانِ؟
- ترى أَحسَّ لهفتي؟ لَذبتُ في هواني!
- لو أنني لم أمضِ عنها هاربًا كالجاني!
- لو أنني حين مضى لبثتُ في مكاني!
- إن عاد لي زمانُـها أعطيتُها زماني!
- إن طال بي عمري فقلبي ما له من ثاني!