لم أرَ الزّهرَ
– حين بكيتُ دماءً –
يمزّق أوراقَه الذابلَةْ!
لم تحسَّ أغاني الحُداةِ بصوتـِيَ
حين سقطتُ من القافِلَةْ
لم توارِ السّماءُ انتشاءَ الصّباحِ
ولا الليل نجماتِهِ الآفِلَةْ!
كيف كنتُ إذن أَنشُد الدّمعةَ المستحيلةَ
في الأعينِ الخامِلَةْ؟!
لحظةٌ..
كنتُ أسمع قلبيَ يهتف باسمكِ
في اللحظة الفاصِلَـةْ
ثم سارتْ
– رويدًا –
إلى مذبح البَوْحِ والنَّوْحِ
خُطْواته الذّاهِلَةْ
كيف لم يرَ خطَّ الأنينِ القديمَ على الدّربِ
والصفعةَ الهائِلَةْ؟!
كيف
– رغم الدماءِ ولمعِ البروقِ على صفحةِ النّصلِ –
ما خاتَلَهْ؟!
أَشعرُ الآن
– في الوطن المرِّ –
نبضيَ طعمَ بقايا المنى الراحِلَةْ
أُدركُ الآنَ
ما أفظعَ النارَ
حين تُقبِّلها الشّفَةُ الغافِلَةْ!