حبيبتي لمْ يكنْ مُكْثِي بمقدرتِي حبيبتي لم يَزلْ جُرحي على شَفَتِي مِنْ قُبلةٍ أدرَكَتْ أنّ الفِرَاقَ دَنَا تأَلّقتْ وهَوتْ تخبو بذاكرتي حبيبتي مزّقَ التّلمُود أشرعتِي وأغرقتْ سفُني دوّامَةُ العَنَتِ ثرتُ انتفضتُ "فخُذْ كفِّي لتنقذَني!" .. لكنْ خَذَلْتَ يدي يا سيف بادِيَتِي الآن أشرعتي نعشي ومقبرتي الآن أرقدُ تحتَ الماءِ في ضِعَةِ تمرُّ بي سنةٌ في إِثْرها سَنَةٌ الماءُ ملءُ فمي، والنَّارُ في رئتي سمعْتُ من جَدّتي يومًا بعنترةِ بأنّهُ ساعدٌ قد جابَ أوديتي لكنّ كلّ رياحِ الشّرقِ تهتف بي: "كِذْبٌ هُرَاءُ عجوزٍ كُلُّ ما رَوَتِ!" سئِمتُ ألويةَ الأوغادِ يا أَبتِ سئمت رؤيتَها في كل أمسيةِ هَلاّ انتزعتَ لِوَا صهيونَ من كبدي! هلاّ صرختَ بأنّ القدسَ لم تَمُتِ! لأنّهم صهروا فولاذَ أسلحتي جمعتُ نبضَ حروفِ الثّأرِ في لغتي ذوّبتُها كَلِمًا، سوّيتها نغمًا صنعتُ من لحنِها سيفي ومقصلتي صببْتُ نارَ الأسى في جوفِ مِحبرتي ودِدتُ لو أنّني أشعلتُ أغنيتي بِحَرِّ حَاءِ حريقِ الحقدِ في حممي بقيظِ قاف قيودِ القهر والقِحَةِ! غنيتُ مثل ألوفِ الطّيرِ في ثقةِ هبّتْ رياحُ غنائي فوقَ مِجمرتي تألّقتْ جمرةٌ، واثَّاءبتْ أُخَرٌ إلى متى يشتكي صوتي لحنجرتي؟! الآن أغنيتي نعشي ومقبرتي الآن أرقد تحت الشِّعرِ في ضعةِ تمرّ بي سنةٌ في إثرها سنةٌ اليأس ملءُ دمي، والشّعرُ في رئتي حتّى الغناءُ هَوَى غَيْلاً .. بلا دِيَةِ!
