(1)
تَتَابُعُ الحدائقِ الخضراءِ والمباني
ولهفةُ القطارْ
وعَدْوُهُ اللاهثُ بي تجاهَ هذه الأماني
يا للخداعِ .. يا لغصَّةِ الضياعِ!
ما لها حين تراني
تفرُّ حتى دون نظرةِ الوداعِ؟!
(2)
تتابعُ الحدائقِ الخضراءِ والمنازلِ الكالحةْ
وهِزّةُ القطارْ
كأنني أقرأ فطرتِيْ التي حاصرها الغبارْ
أعماليَ الصالحةَ الطالحةْ
طفولتيْ الطامحةْ
قبوَ المدينةِ الذي لا يعرف النهارْ
يخنقني الشعور بالهزيمةْ
(تفاحةُ الجيرانِ .. لونها المثيرُ للجريمةْ)
وهِزّةُ التردد الأثيمةْ
وشهوةُ الثمارْ
(3)
تتابعُ الحدائق الخضراء والمنازل القصورْ ..
تسألني مضيفةُ القطار عن شهيتي
تسألني عما أريد للفطورْ ..
زينتها المفرطة الرخيصةْ
وبسمةٌ تفرضها عند الصباح صيحةُ المديرْ
وخوفُها على الصغيرْ
ذاك الذي يكرِّر الأسئلةَ العويصةْ
عمّن يبعثر النقودَ في صباح كل يومٍ
ثم لا تسقط إلا في حدائق القصورْ
عن أمه التي توزع الطعام في أناقةٍ
من الصباح للمساء دونما شكوَى
وحينما يجذب في الطريق كُمَّها أمام بائع الحلوى
تَرْبِتُ كفهُ برقةٍ وتستمر بالمسيرْ
تسألني عما أريد للفطورْ
أريد حلوى .. للصغيرْ!
(4)
تتابع الحدائق الخضراء والحدائق الخضراء والحدائقْ
اعبرْ بنا يا أيها القطار هذه المفارقْ
جاوِزْ بنا المشارقْ
لعالمٍ ثاني
سماؤه كاللؤلؤ الرائقْ
وأرضه حدائقٌ حدائقْ
لا تعرف المباني