ماذا تبقَّى – أخبريني – كي أزيلَكِ من دمي؟! يا لوعةَ الحُلمِ القديمِ ويا أنينَ المعصمِ! ماذا وقد أطفأتُ في عينيكِ كلَّ الأنجمِ وقتلتُ في شفتيكِ لحنَ النّايِ، لحنَ ترنّمي أوكلما أخرستُ صوتكِ بُحَّ صوتي في فمي؟! عامانِ أُخمدُ في هواكِ مراجلي وأجرّ كالأسرى صليلَ سلاسلي لكنني رغمًا عن القلبِ المعذّب أنهزِمْ وأعود أُسْلِمُ رايتي للشوق كي لا ينتقِمْ! *************** عامانِ تسألني عيون الناس: "تهوَى؟".. أبتسِمْ! عامانِ أقسم إنني صُلبٌ وسرًّا أنقصِمْ عامانِ أحيا فوق حدِّ السيفِ.. أكذبُ.. أنقسِمْ عامانِ .. هذا العشق ينهشني كشيطانٍ نهمْ واليومَ – مثلَ النارِ – يفضحني دُخَاني المحتدِمْ! اليومَ – كالشلالِ – أسقطُ مرغمَا ما أهونَ الفرسَ الجموحَ إذا ارتمى! كلُّ الجيوشِ تسرِّحُ الحرسَ القديمَ وتخضعُ كلُّ الصّروحِ اليومَ تعلنُ أنّها تتصدَّعُ! *************** عبثًا تحاولُ هالةُ النّورِ الفرارَ من القمرْ عبثًا تفكّرُ هذه الأنهارُ يومًا بالسفرْ عبثًا تدبِّرُ دورةُ الأفلاكِ عصيانَ القدرْ عبثًا تمنّى أن يموتَ هواه يومًا .. وانتظرْ عبثًا أحاولُ.. إن دربَكِ كالمدارِ.. بلا مفرْ!