وقفت في ليلة باردة شاتية والظلام متراكم في كافة الأرجاء
مأرق لا أعرف طعم النوم من كثرة الهمموم وتراكم الأعباء
والناس من حولي نيام بل تراهم سكارى من كثرة الداء
وإذا بالظلام يشتد سوادا وأنا أترقب وسط قطر السماء
وإذا باليأس يدب في نفسي فتماسكت وراح قلبي يجهش بالبكاء
أبحث في ذاكرة التاريخ الماضي فإذا بالنعاس يغشاني فيلهمني ربي بالدعاء
فعدت سريعا أفتح عيناي فرأيت فجرا مهلا بالضياء
فقلت ألا أيها الفجر أقبل وأشرق بضوئك على قلوب الشرفاء
فلاحت بالأفق ثورة يقودها الشباب النبلاء
يطالبون بالحرية والكرامة وعيشةكريمه يسقط فيها الغلاء
فوقف الخائنون يستنكرون ويدعون بالويل والثبور على هؤلاء
يقول بعضهم لبعض خوفا على مصالحهم اسجنوهم بل اقتلوا الدهماء
فاستيقظ الغارقون في النوم على طلقات الرصاص ودم الشهداء
فراحوا يهرولون من أنتم ومن أين جئتم فنحن لكم فداء
فتزاحم الثوار من كل صوب فخرج المستضعفون والأقوياء والعلماء
وقفوا في ميدانهم يزأرون كالأسود واجتمعوا على كلمة سواء
لابد من كسر القيود واسقاط النظام من العلياء
صمد الشباب والشعب من حولهم فافترشوا الأرض والتحفوا بالسماء
وقف العالم ينظرون جميعا فصالوا وجالوا وسرعان ما بادروا بالإنحناء
وقالوا منبهرين بصوت واحد هذا ليس غريبا على أحفاد الفراعنة القدماء