طفلٌ في المدينة /الغابة الجائعة



I
أَمسَكَ ذيلَ النَهْرْ
وقال: خُذْ منّي أشباحَ الفقرْ
خُذ منّي ما تركله الأفواهُ
وما يسْتَنْهض فينا القهرْ
إيّاك إذا اشتدَّ العُهْرْ
أن تترُكني أمضي وحدي
أمضي حيثُ يكونُ/ البيتُ/ القبر

II
اصْفَع وجهَ بِلادِ الجوعْ
خُذْ من رئتي بعض عواصفْ
قاوم إما اسطعتَ المبضعْ
سجل بدَمِ الحُبِ مواقفْ
عاند/ زلزل/ لوّن برصاصِ الحُبِ الموتْ
هاجمْ/ حاربْ / واستَطْعِمْ - كالعُشاقِ أزيز الموتْ

III
من مرجانكِ زيفُ الصورة
اترُكْ للعشاق الثورة
خُذْ من أطفال القصر رغيفاً
وزعهُ / خيالاً /وخريطة
تمتدُّ بحيِّ الفقراءْ
واكذُب كِذبتَكَ الصفراءْ
والخضراء والحمراء والزرقاء
كلُّ الألوان عدا البيضاءْ

1-3
من اول أبيات الشعرْ
حتى أول بابِ القصرْ
جندُ الوالي شربوا الخمر/ الدم
من كُلِ دِنانِ / عظامِ / القرية / الأهلْ
والوالي يشربُ خمراً / جنداً / دماً......./

2-3
أبلغْ عن هارب أو فاقتُله
تحصد ديناراً أو مليون
ما الفرقُ إذا شعبٌ ميْتٌ
أو آخرَ أعمىً يمضغُ سماً / أفيون
3-3
طفلٌ مسكينٌ في بلدٍ مهجورْ
يبحث عن قمرٍ / خبزٍ منثورْ
يقضمهُ ويبددُ نوره
ينتشرُ النورُ على كُلِ البلدة
تظهر في تلكَ البلدةِ عورهْ
جثثُ الفقراء على الأرض
أطفالٌ ونساءٌ موتى
شبانٌ وشيوخٌ هلكى
ماتوا دون قضاءِ الفرض/ القرضْ
سقطت من عينِ الطفلِ دموعْ
أخذْ القمر / الخبزْ
أطفأهُ / فتتهُ ومضى جوعاناً
للنومِ / الموتْ...

(؟)
النهرُ القابع خلفَ ضفافِ الزمن الصامت
يجري / يجرف كل الأشياء
يجرف مدناً جاعت / صاحت / نامت / ماتت / ....