أسوأُ الأزمانِ ولَّى زمـانُ الصدقِ والإحسانِ***وأتى عَلَينــَا أسـوأُ الأزمـانِ زمَنُ الدُّعـاةِ إلى الرَذيلةِ والخَنَى***وإلى الفَسادِ والظلمِ والعُدوانِ زمَنُ انتكــاسٍ للطبائِعِ والفِطرِ***زمَنُ الضياعِ وحِيرةِ الأذهــانِ فيهِ الرَذيلةُ أُحكِمَتْ أركانُهــا***وبهِ الفَضِيلَةُ مَهـدومَةُ الأركانِ وأَهلُ الحَنيفةِ لَيسَ هذا زمَـانُهم***هَذا زَمـــانُ عِبادَةِ الأوثـانِ فالبَاطِلُ المَكذوبُ يَعلُو لِوائُــه***والحَـقُّ بَــاتَ لوائُهُ مُتَـدانى والكُفرُ زُينَ أهلُــهُ بِتَجَلُــدِ***وأهلُ السَّلامِ يُساقوا كالعِميانِ والكَافرُ الزندِيقُ أبدَى شَجَاعـةً***وابنُ الصَّلاحِ يَخَـافُ كَالفِئرانِ وأهلُ اللحَى لَهمُ السُّجونُ مُقَامَةٌ***وأهـلُ التَشَيُّعِ في نِعمَةٍ وأَمَـانِ وبَنُو الهِــلالِ بِذَلَّةٍ ومَهَــانَةٍ***وبَنُو الصَّليبِ بِمَناعَةِ السُلطَـانِ السَّوطُ أسْكَتَ للتقــاةِ نِدَائَهُمْ***سَوطُ الضَلالِ بِقَبضَةِ السْجَّـانِ وبِهِ العُقُولُ في الكِتَـابِ حُكِّمَتْ***لِتَلغى النُّفوسُ شَرِيعَةِ الدَّيَـَانِ وذَاتِ السفُورِ والفُجُـورِ مُتَوجَه***تَـــاجَ التَقَدُّمِ والرُّقِى الفَانِى وذَاتِ العَفَافِ والطَهـَارةِ والتُّقَى***تُرمَى بِقَولٍ غَـايةَ البُهتَــانِ وتَلقَى العَنَاءَ بِدِينِهَا وبِعِلمِهــَا***تَحيَ بِـارضِ المُسلِمينَ تُعَـانِى صَارَ الحَياءُ والعَفَـــافُ مَسَبَّةً***سُبَّــة بِهِ رَيحَــانَةِ القُرءانِ قَالوا الحِجَابُ أتَرتَدِيهِ تَخَلُّفَــاً***لِجَهلِ العُصورِ وسَالِفِ الأزمَـانِ ألْقِ الحِجَـابِ ولِلمَفَاتِنِ أظهِرى***واغْرى الرِجَالِ بِجَمَالِكِ الفَتَّانِ ودَعِ البِيوتَ وفي الجُموعِ تَكَلَّمِى***نَحنُ الإنَــاثُ شَقَائِقُ الذُكْرَانِ والدُّنيَــا مَلْهَى ومَلْعَبٌ لِكِلانَا***والدِّينُ دَعكِ استَبدِليــهِ بِثَـانِ كُفْرٌ بَواحٌ قَـــدْ أُزيعَ بَألسُنٍ***ولَهَــا المِدَادُ عِبَادَةُ الشيطَـانِ البَنَّــا مِنهُم دَاعِىٌ لِضَــلالَةٍ***وقاسمٌ والكفرُ في سّلْمَــانِ وإقبــَـالُ أشبَهُ بِِأمينَةٍ ونوالِ***شيـاطينُ إنسٍ يَنطِقوا بلسـانِ فــإنَّ الكِـلابَ بِمِثلِهَا تَتَجَمَعُ***عِندَ النٌّبَــاحِ وعَضَّةِ الأبـدَانِ عُذرَاً كِلابَ الكَـونِ أنْ شَبَّهتُكُم***بِكِـلابِ إنسٍ مَعدومَةِ الإيمانِ فَهمُ العُقولُ بِالضَـلالِ استَرشَدوا***وهُمُ الدُّعاةُ لِمَسَالِكِ الشيطانِ عَابوا الفَضِيلةَ بِالعُقُولِ وحَارَبوا***سُنَنَ التَّقى المُصطَفَى العَدنَانِ وبِفِعلِهِنَّ أمسَى الزَّمَانُ قَصِيـدَةً***مــَرثيَةً تَرثِى الزمان الفـانى بَحرٌ طَويــلٌ مُظلِمٌ ومُدََّنسٍ***بِئسَ القَصيــدِ بِأَشئَمِ الأَوزَانِ هَذا الزَّمَــانُ نَحنُ فِيهِ كَقَصْعَةٍ***أُمَمٌ عَلَينَا تَجَمَّعَتْ بِتَفَـــانِى أَلِقِلَةٍ نَحنُ الضِعَـافُ أمَامَهُم ؟***بَلْ إنَّنَا كُثُرٌ كَمَــا الثَّقَـلانِ والسْرُّ أنَّ قُلوبَنَــا قَدْ أُشْرِبَتْ***وهَنَ القُلوبِ وتَعَلَّقتْ بِالفــَانِى فكُتِبَتْ عَلينَـا مَذَلَّةً ومَهَــانةً***حتَّى شَهِــدْنَا أَسوأَ الأزمَـانِ بقلم عسيري السوهاجي 3/9/2010 القصيده مسموعه http://www.4shared.com/audio/JTid7xa5/_____.htm