الأفعىىىىىىىىىوان
*******
أين أمشي ¿ مللت الدروب
و سئمت المروج
و العدو الخفي اللجوج
لم يزل يقتفي خطواتي فأين الهروب ¿
الممرات و الطرق الذاهبات ¿
بالأغاني إلي كل أفق غريب
و دروب الحياه
و الدهاليز في ظلمات الدجي الحالكات
و زوايا النهار الجديب
جبتها كلها ۔ و عدوي الخفي العنيد
صامد كجبال الجليد
في الشمال البعيد
صامد كصمود النجوم
في عيون جفاها الرقاد
و رمتها أكف الهموم
بجراح السهاد
صامد كصمود الزمن
ساعه الانتظار
كلما أمعنت في الفرار
خطواتي تخطي الفتن
و أتاني بما حطمته جهود النهار
من قيود التذكر .. لن أنشد الانفلات
من قيودي و أي انفلات
و عدوي المخيف
مقلتاه تمج الخريف
فوق روح تريد الربيع
و وراء الضباب الشفيف
ذلك الأفعوان الفظيع
ذلك الغول أي انعتاق
من ظلال يديه علي جبهتي البارده
أين أنجو و أهدابه الحاقده
في طريقي تصب غدا ميتا لا يطاق ¿
أين أمشي ¿ و أي انحناء
يغلق الباب دون عدوي المريب
إنه يتحدي الرجاء
و يقهقه سخريه من وجومي الرهيب
إنه لا يحس البكاء
أين .. أين .. أغيب
هربي المستمر الرتيب
لم يعد يستجيب
لنداء ارتياعي وفيم صراخ النداء ¿
هل هناك ملاذا قريبأ بعيد ....
سأمضي و إن كان خلف السماء
أو وراء حدود الرجاء
ثم ذات مساء
أسمع الصوت :
" سيري فهذا طريق عميق
يتخطي حدود المكان
لن تعي فيه صوتا لغمغمه الأفعوان
أنه ( لابرنث ) سحيق
ربما شيدته يد في قديم الزمان
لأمير غريب الطباع
ثم مات الأمير ... و أبقي الطريق
لأكف الضياع "
أسمع الصوت ملء البقاع
فأسير لعلي أفيق
من ديا جير كابوسي الأبدي الصفيق
ربما سيضل عدوي الطريق
ما أحب المسير و ليس ورائي خطي مائته
تتمطي بأصدائها الباهته
في محاني طريقي الطويل
إنه لن يجئ
لن يجئ و إن عبر المستحيل
أبدا لن يجئ
لن يراه فؤادي البرئ
من جديد يثير الرياح
لتسد علي السبيل
في هدوء الصباح
أبدا لن يجيء
لن يجيء .... !
و أسمع قهقهه حاقده
إنه جاء .. يا الضياع رجائي الكسير
في دجي اللابرنث الضرير
و أحس اليد المارده
تضغط البرد و الرعب فوق هدوئي الغرير
بأصابعها الجامده
إنه جاء .. فيم المسير ¿
سأودع حلمي القصير
و أعود بجثته البارده
و تمر تمر الحياه
و عدوي الخفي العنيد
خلف كل طريق جديد
في ليالي الأسي الحالكات
خلف كل سحر
و أراه يطل علي من المنتظر
مع أمسي البعيد
مع ضوء القمر
في الفضاء المديد
أين أين المفر
من عدوي العنيد
و هو مثل القدر
سرمدي ۔ خفي ۔ أبيد
سرمدي ۔ أبيد . . .