الرَّاحُ رَاحَةُ أَرْوَاحٍ تُوَاتِيهَا * إِنْ كَانَتِ الخُودُ بِالأَحْدَاقِ تُعْلِيهَا نُدِيرُهَا فِي كُؤُوسِ عَسْجَدٍ صُنِعَتْ * مِنَ الصَّفَاءِ وَلِلْعُشَّاقِ صَافِيهَا لِلَّهِ لِلَّهِ أَنْفَاسُ العَبِيرِ صَبَتْ * مِنْهَا فَحَيَّتْ وَأَحْيَتْ مَنْ يُعَاطِيهَا يَا رَبَّةَ القُرْطِ مِنِّي اللُّبُّ مُنْقَرِضٌ * بَلَغْتُ فِي غَايَةِ الأَشْوَاقِ تَوْلِيهَا أَحْكِي النَّسِيمَ عَلِيلاً فِي تَعَثُّرِهِ * لَوْلاَكِ مَا كُنْتُ لِلْعُشَّاقِ قَاضِيهَا غُصْنٌ بِهِ كَلَفِي قَدْ جَلَّ بَلْ تَلَفِي * بَلْ شَبَّ بِي شَغَفِي وَعَزَّ تَنْزِيهَا فِي سَاطِعِ النُّورِ بَانَ الدُّرُّ مُبْتَسِماً * وَفِي الجَبِينِ شُمُوسُ الحُسْنِ تُبْدِيهَا أَقُولُ يَا رَبَّةَ السِّرِّ البَدِيعِ لَقَدْ * أُوتِيتِ سُؤْلاً أَنِلْ نَفْسِي أَمَانِيهَا وَقَفْتُ عِنْدَ حُلاَكِ مُدْنِفاً قَلِقاً * أَنَا مُعَنَّى صَبَابَاتٍ أُقَاسِيهَا هَاذِي سُلُوكُ يَدِ التِّذْكَارِ تُنْظِمُهَا * حَقّاً وَحُقَّ لِنَائِي الدَّارِ يُبْكِيهَا مَا لِلْمُحِبِّ اصْطِبَارٌ عَنْ حَبَائِبِهِ * مَنْ رَاحَ ذَلِكَ مِنْهُ جَاءَ تَمْوِيهَا يَا لَيْتَ شِعْرِي مَتَى الأَيَّامُ تَجْمَعُنَا * بِكُمْ وَنَبْلُغُ بِالإِسْعَادِ وَافِيهَا نَظَلُّ نَشْكُرُهَا شُكْرَانَ صبٍّ لَهُ * صِرْفُ المَحَبَّةِ فِي القِرْطَاسِ يُمْلِيهَا آهٍ عَلَى مَا جَنَاهُ البَيْنُ مِنْ حُرُقٍ * لَوَاعِجٍ طَالَمَا بِالصَّدْرِ أُخْفِيهَا مُنُّوا عَلَى رِقِّكُمْ رِقُّوا لَهُ كَرَماً * أَنْتُمْ بَنُوا المُصْطَفَى المُخْتَارِ تَنْوِيهَا مَوْلاَيَ يَا عَابِدَ الرَّحْمَانِ وِدُّكَ لاَ * يَزْدَادُ إِلاَّ نَمًى وَاللَّه يَدْرِيهَا أَنْتَ الَّذِي فِي الفَخَارِ مَا لَهُ شبَهٌ * رُكْنُ المَعَالِي وَمَوْلًى مِنْ أَعَالِيهَا أَنْتَ الأَدِيبُ الَّذِي الآدَابُ عُنْصُرُهُ * أَنْتَ البَلِيغُ أَمَامَ القَوْمِ غَالِيهَا لِعِزِّكُمْ خَضَعَ اليَرَاعُ تَكْرِمَةً * فَحُزْتَ مِنْ قَصَبَاتِ السَّبْقِ قَاصِيهَا لِمَجْدِكُمْ عَنَّ كلُّ المَجْدِ مِنْ شَرَفٍ * أَنْتُمْ يَنَابِيعُ فَضْلٍ جَلَّ مُنْشِيهَا أَنْفَاسُكُمْ بِسعُودِ السَّعْدِ قَدْ قُرِنَتْ * أَسْرَارُكُمْ عَظُمَتْ قَدْراً لِحَاوِيهَا هَذِي رَسَائِلُكُمْ هَذِي شَمَائِلُكُمْ * هَذِي فَضَائِلُكُمْ فِي الطِّرْسِ أُبْدِيهَا وَرِدْتُمُ مِنْ حِيَاضِ السِّرِّ صَافِيَةً * رَشَفْتُمُ مِنْ مَنَاهِلٍ أَحَالِيهَا حَتَّى غَدَا نُطْقُكُمْ أَشْهَى المَنَاطِقِ لِي * وَلِلْمَسَامِعِ تَشْرِيفٌ يُوَافِيهَا لاَزِلْتُمُ فِي ظِلاَلِ العِزِّ مَا عَظُمَتْ * آيَاتُكُمْ وَسَعَتْ فَخْراً وَتَنْوِيهَا مِنِّي إِلَيْكَ تَحِيَّاتٌ مُعَطَّرَةٌ * مَا رَنَّ لِلعَيْشِ فِي البَيْدَاءِ حَادِيهَا أَوْ غَرَّدَتْ فِي رِيَاضِ الوِدِّ شَادِنَةٌ * بِالرَّاحِ رَاحَةُ أَنْفَاسٍ تُوَاتِيهَا