وفي عام 1309 ه أهدى الشيخ الأديب أحمد بناني الرباطي صديقه المنتسب السيد الحاج الطاهر الشرقاوي ديكا جيدا رباه في عزيبة وورد به فلما بلغ ذلك الأديب أبا العباس الزعيمي كتب له ما نصه:
يا سيدا هو التقي البر فينا الأفضل
ومن إذا ما ذكروا ال كرام فهو أول
وحيد دهره الذي نزيله لا يخذل
أتاك ديك أفرق كرامة تعجل
من سيد أتى به معظم مفضل
جليل قذر في الورى شيمته التبتل
ذو كرم لضيفه ينيلهم ما أملوا
الطاهر النسب والاس م الذي لا يجهل
رباه في عزيبه مرعاه فيه الصندل
سمنه لأجلكم فهو حلال نفل
يا له ديكا قد أتى به الكريم الأوصل
بل هو فروج كبي رأسه مكلل
وريشه مزركش منه عليه حلل
بل هو كبش أملح صوفته تقرشل
تصير بطانية فوق الفراش تجعل
هو سماك رامح بلا سماك أعزل
بل هو ثور أشطب بل ناقة أو جمل
أو هو فيل بل من ال فيل الكبير أطول
احتاجه الناس جمي عا وعليه عولوا
لولاه ما وجد دي ك للضياف يبذل
كلا ولابيض بزب د في الصباح يؤكل
ديك وديك قدره مزعفر مفلفل
مسمن الكسكس بل زبيبه معسل
ففرقه ملون وجمعه مفصل
مؤذن بليله مكبر مهلل
قد علم الناس به فالكل جاء يسأل
والوالي والحاكم لما سمعوه سبحلوا
وكل صانع أتى لأجله يهرول
وكل أعيان سلا مع الرباط أقبلوا
أطربهم بصوته فغيره قد أهملوا
شغفهم بحسنه هذا الفتى المسربل
وعلموا أنك قد أوتيت ما هو الأحفل
لو بشروا بمثله فيه النفيس بذلوا
لكنما قسم الإل ه ليس عنه يعدل
فاشكر هديت نعمة ما إن إليها يوصل
قد خصك الله بها والناس فيها عذلوا
لا تكترث بعذلهم وقل لهم قل اعملوا
وقل لنا متى بنا منزلكم يجمل
أكرم به الأحباب لا عنهم بشيء تشغل
أحضر لنا أبا مح مد وذاك الأكمل
ففضله مقرر ومجده مؤثل
فإنها كرامة ما إن حداها مثل
كرامة الديك الذي من الغزال أجمل
تحفة من هو التقي البر فينا الأفضل
فمرحبوا بجمعنا إذا أتى وسهللوا
فراجعه أحمد بناني بقوله:
يا أيها الفقيه وال سميذع العميثل
ومن غدا في فضله فردا فلا يماثل
وفي الوغى زعيمنا فما سواه بطل
بشرتنا بشارة بنيل ما نؤمل
فأوجبت مسرة للعقل كادت تذهل
وأنجزت موعدة شاق لها الأفاضل
وأثبتت كرامة ترنو لها الأوائل
إذ قلت في نظم عجيب يعجز عنه الأخطل
أتاك ديك أفرق كرامة تعجل
ثم ذكرت وصفه ومن عليه عولوا
وصفة الطبخ وما معه أيضا يوكل
وقلت قل لنا متى ربعي بكم يجمل
فمرحبا ومرحا أهلا وسهلا أقبلوا
وأكرموا بزورة فيها النفوس تبذل
صبا غدا بجمعكم غرامه لايجهل
وليس عنكم عنده ما يسلين أو يشغل
وذاك في صبيحة الس بت الذي يستقبل
فغلسوا وبكروا وأسرعوا وهرولوا
ولا تعشوا جملة أو انكبوا وقللوا
وهيؤوا بطونكم لزردة تفصل
فطورها فرتونة تسقط لها الحوامل
ثم أتاي معه غريبة وقرشل
بغريرها منوع مسكر معسل
وكفتة من فوقها بيضة كل تجعل
ثم دجاج بعدها الصحيح والمبصل
ثم شراب قهوة عن حسنها لا تسألوا
والطيب عم نفحه قماري ومندل
وماء ورد عاطر زينة قرنفل
وروض أنس باسم والبسط فيه شامل
حيث يكون قيما ذاك الهمام الفاضل
أعني أبا رقية والغير ملقى مهمل
فإنه يأتي بما يهتز منه المحفل
إذ لايحرك ولا يرتاح منه زنبل
ولا فنيق سكر من رميه لايقلل
حتى غدا بعض الصحاب من فعله يحسبل
وكاد أن يفر من مجمعه يهرول
وهو عنه معرض عن صنعه لايعدل
أعجب به من قيم عن طبلة لا يعزل
وكيف يعزل وآ خر الكؤوس أول
فساعدن أخي أو فارق وأنت عاذل
فإننا لانبتغي منهو عنه بدل
ولا اكتراث عندنا بعذله إذ يعذل
هذا ومن فضلكم أرجوكم أن تقبلوا
وتمنحوا عبيدكم دعاكم وتبذلوا
وتجبروا خاطره بموعد يعجل
ولما وقف الفقيه القاضي سيدي محمد ابن القاضي الأجل المقدس سيدي عبد الرحمن البريبري على ذلك, زاد ما نصه: