وللفقيه الكاتب الأجل العالم الأديب الأمثل الشريف الجليل البركة الأصيل أبي العباس سيدي أحمد بن محمد الزعيمي الرباطي في مدح جناب سيدنا الشيخ نفعنا الله به , وكان قد حضر عنده في زاويته عمرها الله بدوام ذكره ختم المولد الشريف وموسمه المنيف, الذي يعمله على عادته رضي الله عنه ليلة مولده صلى الله عليه وآله وسلم, خصوصا وفي كل يوم اثنين على الدوام عموما. كما أنه كان قبل حضر عنده أيضا في الزاوية المذكورة عدة دروس له واغتنم بحضرته المباركة نفحات ربانية, وأوقات خيرية, ومواهب اختصاصية, وفوائد سنية نفعنا الله واياه بها ووفقنا جميعا للعمل بمقتضاها, وجزى المادح عنا وعن الحباب والمسلمين خيرا بهذه النصيحة العظمى إذ لايخفى أن أعظم الأسباب في مدح جناب أهل الله رضي الله عنهم واظهار فضائلهم ومزاياهم ومناقبهم هو نصيحة الواقف عليه لينتفع بوجود الممدوح ويغتنم بركته ما دام بقيد الحياة, ويوقره ويحترمه في سائر الحالات, في الظاهر والباطن في الماضي والآت, في الحياة وبعد الانتقال إلى رحمة الله عالم الطويات. الحمد لله وحده قال كاتبه عفا الله عنه لما حضرت ختم المولد الشريف مع الفقيه العلامة الشيخ الصالح الفهامة, حامل راية التصوف بالصفاء, ونخبة الأكابر من غير خفاء, أبي المواهب سيدي فتح الله بناني , أبقى المولى فضله للقاصي والداني, وحصل لي حظ كبير من السرور, تحركت القريحة صبيحة العيد لإنشاء هذه الأبيات في مدح الشيخ المذكور نفع الله به ورتبتها على حروف مانصه:

                    {البحر سيدي فتح الله بناني}
5 4 3 4 5     21
إن شئت أن تحظي بفتح الله   فاسلك سبيل الشيخ فتح الله
له في المعارف والعلوم تجارة   أرباحها نور وفتح الله
بحر تلاطم موجه بحقائق العرفان مسجورا بفتح الله
حبر العلوم ممهد المثلى التي   قد شاد والده بفتح الله
رحب الجناب وباذل البشر الذي   هو خلقه أبدا بفتح الله
سر نحو حي حماه سير أصادقا   تظفر بكل منى بفتح الله
يدنيك سر مقاله أو حاله   من حضرة المولى بفتح الله
دلت على الخيرات أرباب الهدى   همم له تسموا بفتح الله
يكفيك أن العلم من أسلافه   ارث وكذاك فتح الله
فوض إليه ينلك كل مومل   ويريك أذواقا بفتح الله
تعب المحاول شأوه أو مادرى   أن المواهب تلك فتح الله
حسب المريد من الإرادة عطفه   فبعطفه يرقي لفتح الله
الله أهله لإرشاد الورى   وحباه أسرارا بفتح الله
لو أبصرت عيناك ما بيد به للأفهام من علم بفتح الله
لرأيت نورا ساطعا متلألأ   من وجهه يبدوا بفتح الله
هي نعمة المولى يعم بها الورى   ويخصص الافراد فتح الله
بالفضل هيأه الاله لذكره   فغدا بفضل الله فتح الله
ناهيك من قرم تأثل مجده   قدما وزاد سنا بفتح الله
أبشر بمفتاح السعادة والغنى   يأتيك بالبشرى وفتح الله
نلت المنى من كل ما تختاره   ورفلت في عز بفتح الله
يا رب صل على النبي وآله   والصحب طرا أهل فتح الله
والحمد لله رب العالمين كتبه في ثالث عشر ربيع النبوي الأنور عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف , أحمد بن محمد الزعيمي الحسني غفر الله له.