وله مرثية في العلامة سيدي جعفر الكتاني المتوفي بفاس في عشري شعبان عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة لما كان بمراكش مطلعها:
الله حي قديم دائم باقي سبحانه من بديع الصنع خلاق
إلى أن قال:
كركن فاس وحبرها وواحدها علامة المغرب الأقصى بإطلاق
شيخ المشايخ في كل الفنون وفي حسن الظنون وحسن طيب أخلاق
ثم قال:
هو الشريف الهمام جعفر النور من له المعارف أعلنت بأشواق
ثم قال:
قد كان جعفرنا الأواه ذا وله في حب خالقه جليل إنفاق
وكان منذ نشأ لله مجتهدا معمرا بالعلوم خير أسواق
جلدا دؤبا على حفظ الشريعة لا يصده عن حماها خوف املاق
وقد كسا من مطارف محبرة قوما وقلد جيدهم بأطواق
حتى أتاه اليقين وهو منقطع لطاعة الله في صبح وإشراق
سقاه كأس المنون الحتف مترعة هلا رفقت بهذا الشيخ يا ساقي؟
قد كان بالرفق موصوفا ومذهبه لجوده خلقا وجوب ارفاق
وكتب له عليها المفتي أبو الحسن بن محمد الحسني هذه الأبيات:
ألا يا أديب الحبر لم أر ان تجزى بما دون اقلي دبه تفتح الكنزا
فهذا حلال السحر في رقم نسجكم يهيج أشجانا ويستطعم المزا
وينعش أحزانا ويرسل عبرة ويهتز ساكن الفؤاد به هزا
نعم هكذا فليرث راث ونادب وإلا فما سلى المصاب ولا عزا
فدم هكذا مبدي العجائب فكركم ودم في الورى مثل السماء لها الجوزا
ودم في العلا أنت الزعيمي لنيلها فما الجند من دون الزعيم يرى العزا
وأسأل للمرثي ولي ولكم ومن تشهد بالاسلام من ربنا الفوزا