ثغر العرائش ضاحك مستبشر
جذلان عن هذي الوقائع مخبر
غاب الرماح تشابكت أغصانها روض المنايا بالجماجم مثمر
من مجمع البحرين هذا أحمر ومن الحرير يهيج هذا أخضر
أمواجها الأمطار تبعث كلمهم فالريح منهم ممسك ومعنبر
من كل عن عقد الفنا ما عاقه بل الكتاب ولا الغزال الأعفر
جند الإله وحزبه أنصاره يقتادهم يوم الوغى غضنفر
جاءت براح الشجاعة واحدا يفني به ذاك العديد الأكثر
فإذا رماه المسلمون تهللوا وإذا بدا جنح العجاجة كبروا
فله من النصر العزيز ملاءة مسرودة, ومن الملائك عسكر
فبالله يا ريح الصبا عرج على افنائه من حيث سال الكوثر
واخلع بواديه المقدس من طوى فهناك من حرم الجلالة مشعر
واستنزل الرحما لقيصر أنه عصفت به وبنيه ريح صرصر
فلعله يعفو ويصفح عنهم وعساه يبقي منهم من يخبر
ما سار نحوهم بجمع سلام الا وجمعهم الصحيح مكسر
راموا التفاؤل بإسمه وبعيشه فبدا لهم ضد المراد فادبروا
أضحوا حصيدا بالعراء فرائسا أكفانهم ذاك العجاج الأكدر
الطير من قتلهم أولم فيهم والذيب يحمد ذا الصنيع ويشكر
فاراح روح الله من طغيانهم فتح على صحف الزمان مسطر
لا زال ذكرك في السطور ختامه مسك فتيق من ثناه معطر