من أخلاقك الحسنى إغاثة لهفان = وصفح إذا مدت إليك يد الجاني
وسرعة إن ضاق الخناق لحله لأنك مجبول على رحمة العاني
وإن شدة المضطر أفضت لنفسه ولا مخلص يرجى تكن خير منان
وماقصرت عن وسع جودك زلة فكم من مسيء قد رددت بإحسان
وأنت لمطرود عن الكل قابل ومغن لمنبوذ عن أهل وإخوان
ويشهد ماعودت مفتقر الورى بأنك في الإحسان مالك من ثاني
وأنت ولي للغريب وشيعة ومن تتولى لايبالي بخذلان
ومستبعدا في الناس أدنيت منة وأوسعت جودا مستحقا لحرمان
ومن صرفت عنه الوجوه رحمته على مابه من فرط عيب ونقصان
وإذ صغرت رحماك كل كبيرة فزعت إليها شاكيا شؤم عصياني
أومل ماترجو الخلائق حين لا ينجي المعنى غير أفضل عدنان
وأذكر معتاد امتنانك إن عت همومي على ضبر لتسكن أحزاني
سوى ملتجي من لاله سندولا يرى له قاص سواك ولا داني
رفعت إليك ضعف منقطع الرجا فلا تبق مكسور الجناح لإنسان
فقد حارت الأذهان في حل عقدتي وصار انكشاف شدتي فوق الامكان
وجربت كل ما أعد لشدتي فما مستغاث بعد جاهك أغناني
وعز المفر حين مالي حيلة وصار سواك لي سرابا لظمآن
فآويت للركن الشديد بذلة ومذت يدا فقري إلى غوث الاكوان
وكم أول وافى إليك وآخر فألفيت أنجي مستجير لحيران
عليك صلاة الله ثم سلامه بغير اتنها والآل طرا وصحبان
...