غوائل هذا الدهر مرهوبة الفتك فإن سر في حين فأكثره مبك
فكم من عزيز قد أذل ودولة أزال فلا يبقي على المرء أو يشكي
مكائده منصوبة وسهامه مفوقة تصلي الجوانح أو تنكي
إذا سر منه جانب ساء جانب وإن لان يوما فالمآل إلى الضنك
فمن ذا الذي لم يستلبه معاره ومن ذا الذي أهدى له صفحة الترك
فأين الألى قد دوخوا من قطورها وأضحت لهم صيد الملوك إلى الملك
وجروا انتخاء برد زهو ونعمة وجاروا اعتسافا بالتخوف والنسك
...
فذاك ممر للأنام عبوره ولابد للتركيب من خلل الفك
فما خطت الأقلام خلدا لحادث ولا أكبر المقدار نورا عن الفرك
...
فنهنه عن الاخلاد نفسا أبية ونبه إلى العلياء رائمة الدرك
ولا تن عن بث الصنائع جاهدا وثافن لعلم ذا التجارب والحنك
وأغدق على عرض المروءة بردها وباعد لدى الانصاف من سيمة المحك
وساجل سجال المزن بالدمع ناحبا وناوح بنوح الحزن نائحة الأيك
وأرض المراضي اجعل مقامك دائما ولا يجتلبك السخط في شرك الشك
...