الحمد لله والتصلية: ونسأل الله أن يكحل بإثمد الهداية عين بصيرته, ويجعله ممن يقتدي بالسلف الصالح في نطقه وصمته, وهديه وسيرته, أخونا أحمد بن عبد القادر التستاوتي صانه الله في معارج شهوده عن ملاحظة الأغيار, وحفظه في مدارج سعوده عن بت الأسرار, آمين. سلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته. هذا وقد بلغني عن أخي كتاب, فلتعلم أني والله ما أمرت ولا قصرت, ولقد امتثلت جهدي ما به أمرت, غير أني عثرت فيه على كلمات موغرة مؤلمات, ولكن نجعلها مكانك من قلوبنا على وجه الأخوة كالشامات, أما قولك سأنتقم, فأقول: واعجبا لقد تعست العجلة:
وماذا بمصر من المضحكات   ولكنه ضحك كالبكا

فهذه القدرة التي بها تبرق وترعد, كيف وسعك صونها وادخارها, وقد رأيت نيران الظلم قد أحرق ضعفة المسلمين أوارها, وهذه منذ أحوال, وأموال المسلمين على غير القانون الشرعي توزع, والقتل يأخذ فيهم أكثر مما يدع, لايقر بهم من الخوف مضجع, وكل ذلك بمرأى منك ومسمع, ونساؤهم بين أفخاد العبيد شرعى, وأعراضهم مهتوكة وقد حرمت شرعا,   فلا غضبت لربك, وقمت في نصرة المساكين بحمايتك وذبك, يا رب إن فيهم عبدك الصالح, ياجبريل أهلكه معهم, فإنه قط ما تغير لي وجهه. وبالله يا أخي كيف ينالني سطوك, ويسعهم مع تمردهم وطغيانهم عفوك, تلك غذا قسمة ضيزي, هذا والعقد والحمد لله أشعريو والمذهب ليس بقدري, فإذا صح لم أخف, وأعوذ بجلال وجهه من جبار السماوات والأرض, ومن ديان الخلائق يوم العرض, فما فوق البسيطة من يراجي. أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟ وإنما أعد أقوالك تذكرة وعظاتك تبصرة. وأخوك , والحمد لله, إبراهيمي الاعتقاد, محمدي الدين والوداد, أما إليك فلا. وأما إلى الله فبلى, حسبنا الله ونعم الوكيل, أليس الله بكاف عبده, ويخوفونك بالذين من دونه.