نهار كما شاء السرور سعيد   ويمن علي مر الدهور جديد
وبشري به الإسلام أثبت طوده   وقد كادت الأرجاء منه تميد
وفتح به ازدان الزمان وأهله   وموسم عز قد تبدي وعيد
وفخر وإسعاد وفضل ونعمه   تباشر أحرار بها وعبد
به رقصت مراكش وتبخرت   روي البشر فيها خالد ويزيد
بل الشرق والغرب ازدهي لسرورها   وهشت لها شاماتها وهنود
فقم وانشرح واطرب وطب فحبورنا   بإبلال مولانا الإمام يزيد
تواري ولا بأس فطاشت عقولنا   وكادت نفوس العالمين تبيد
ولازمنا داء السهاد تأسفا   وحارت مهي في خدرها وأسود
فلما رأينا غره المجد أشرقت   وزوي أحاديث الشفاء حميد
تراجع أرواح الوري لمقرها   تبارك مبدي العالمين معيد
وجالت بنا الجرد الجياد وولولت   كأن تفاصيل الصهيل نشيد
وقهقه أصوات المدافع فانبرت   بروق تهني بالمني ورعود
وأرسلت الخيل العتاق فساجلت   مواهب بر ذكرهن عديد
ولائم سعد عظم المجد قدرها   براحه مولانا الهمام تعود
أحاديث من حل الهنا بشفائه   بها فاز منسوب وخاب حسود
لدي الحسن المولي المؤيد والذي   له الفخر ينمي طارف وتليد
إلي ابن هشام ينتمي كل سودد   كريم علي كل الكرام يسود
إمام إذ ما المدلهمه أعضلت   يفرجها رأي لديه سديد
وإن شحت السحب الغزار بوبلها   يسيح بيمناه الندي ويجود
وإن ثلمه في الملك أعوز خرقها   تداركها عزم له وسعود
وإن ذكر الأملاك في السبق للعلا   أقر له مأمونهم ورشيد
ثبات إذا ما الشامخات تضعضعت   وباع إذا ضاق النطاق مديد
به رفأ الله الخروق بغربنا   ولولاه دامت فتنه وحقود
وأسهر طرفا صالحا في مصالح   رعاياه منها في الأمان رقود
أمولاي تهنينا سلامتك التي   بها الدين والدنيا لهن ركود
نها بها والمشرفيه والقنا   وجرد مداك ضمر وجنود
كذاك سرير الملك والتاج هنيئا   بها رسمت فوق القصور بنود
فدم واغتنم واسلم لأمه أحمد   فأنت لها كاف كفيل رشيد
وأول أبا عمران موسي بن أحمد   وزيرك برا لا يزال يفيد
فقد بذل المقدور في النصح واستوي   لديه قريب في الرضا وبعيد
وأعمل في مرضاتك الجهد قاصدا   رضا الله فانثالت لديه جدود
فمن رأيك الميمون بالله رأيه   وليس له في الصالحات نديد
وقابل عبيدا بالقبول فقد أتي   بأسلاك در ضمنته قصيد
ودونك مولانا الأمير نفيسه   عقيله فكر عيطموس خريد
تري مهرها عين الرضا وزفافها   غلي حضره العلياء منك تريد
ولا زلت يا كهف الأنام مهنئا   بعافيه طول الزمان تزيد
وألبسك الرحمن حله صحه   مطارف لا تبلي لهن برود